JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

الخط المسند

 




خط المُسنَد:

هو نظام كتابة أبجدي قديم للغات سامية منقرضة، وقد تفرع هذا الخط عن الأبجدية الكنعانية/السينائية الأولية. المسند منتشر طوال الألفية الأولى قبل الميلاد في مناطق شاسعة من حوران إلى رملة السبعتين، ومن غرب العراق إلى دلتا مصر.

خط الزبور:

لقد كان من المسند نوع يكتب بخط ليّن (يمكن تشبيهه بالحروف الصغيرة في الإنجليزية) سمي خط الزبور وكان استعماله بالتوازي مع خط المسند، عثر على أرشيف من مئات النقوش مكتوبة بهذا الخط في نشّان بالإضافة إلى نماذج في مليحة في الإمارات. وبعد قدوم الإسلام طغت اللغة العربية والخط العربي على كافة أرجاء شبه الجزيرة العربية.

أنواع الخط المسند:

ينقسم المسند إلى فرعين رئيسة:

أولاً: "المسند العربي الجنوبي"، وقد تطور هذا الخط في جنوب الجزيرة العربية (التي تغطي معظم الجمهورية اليمنية اليوم، وأجزاء من عُمان وجنوب السعودية)، حيث كُتبت به اللغات "العربية الجنوبية القديمة" (بلهجاتها: السبئية والقتبانية والحضرمية والمعينية والأحسائية)؛ ولاحقاً اشتقت منه حروف الجِعز المستعملة في إثيوبيا و إريتريا حتى اليوم. وأقدم شواهد معروفة لخط المسند هي تلك التي عثر عليها في كسرات فخارية مكتشفة في منطقة ريبون في حضرموت، وقدر تاريخها بأواخر الألفية الثانية قبل الميلاد.

ثانياً:وهو "المسند العربي الشمالي"، نشأ من هذا الخط أربعة فروع كُتبت بها نقوش اللغة العربية الشمالية، وهي اللحيانية - الديدانيّة في شمال شبه الجزيرة العربية، والثموديّة والصفائية في الشام وشمال شبه الجزيرة العربية، والأحسائية في شرق شبه الجزيرة العربية، وكتابات الفاو في وادي الدواسر إلى الشمال الشرقي من نجران، وتشمل هذه المجموعات الخمس - وهي محل خلافٍ بين الباحثين في تصنيف لغتها وخطوطها وتاريخها زمنياً أقدمها الخط المسمى اصطلاحاً "الثمودي" والذي نشأ في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، وتستمر تلك الخطوط إلى القرن الرابع الميلادي تقريباً.

خصائص الخط المسند:

-يُكتب من اليمين إلى اليسار، إلا في نقوش السبئية المبكرة (بدأ في القرن الثامن ق م وأضمحل مع نهاية القرن الثاني ق م)، ويُكتب فيها بأسلوب المحراث، أي: يبدأ من اليمين في السطر الأول ثم من اليسار في الذي يليه، وهكذا (كما يحرث الثور الأرض)، مما يؤدي إلى قلب رسم اتجاه بعض الحروف ليوافق اتجاه الكتابة.

-يتم إسقاط حروف المد (ء، و، ي)؛ أي أن اسم همدان يُكتب (هـ م د ن)، واسم محمود يُكتب (م ح م د).

-يكتب بأحرف منفصلة وغير متصلة، على خلاف الخط العربي.

-يفصل بين الكلمات بخط عمودي.

-لا يحتوي على حركات أو تنقيط.

مضامين نقوش المسند:

تدور مضامين النقوش المسندية القديمة حول مجالين رئيسيين هما الحياة العامة والحياة الخاصة. ويكتنف ذلك إطار عام هو الإطار الديني وعالم الآلهة. فالمنجزات العامة والخاصة والتشريعات والممارسات الشخصية والسياسية التي ورد ذكرها في النقوش ينبغي أن تتم برعاية الآلهة وبركاتها.

الاختلاف عن اللغة العربية:

يختلف خط المسند عن الخط العربي، الذي يرى معظم اللغويين أنه تطور من الخط النبطي في القرن الرابع الميلادي، المتطور بدوره من الخط الآرامي كما تختلف لغات خط المسند الجنوبي بدرجة كبيرة عن اللغة العربية الشمالية من حيث الخط والمعجم والقواعد والأساليب وربما الأصوات، وتزيد حروف الخط المسند عن العربية بحرف صفير واحد (يسميه البعض سامخ) أو السين الثالثة.

في الموروث الإسلامي:

تشير كتب التراث العربي إلى خط المسند الجنوبي وتسمي لغة خط المسند بالحميرية، نسبة إلى مملكة حِمير آخر ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية والأقرب زمناً بالإسلام بقرنين، وكان الفَرق بين اللغة العرب الفصحى وسط شبه الجزيرة العربية و اللغة الحميرية المسندية في جنوبها واضحاً لبعض اللغويين العرب مثل أبي عامر ابن العلاء الذي تُنسب إله مقولة "ما لسان حِمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا". كما تحفل المعاجم التراثية بالكثير من الألفاظ التي توصف بأنها "حميرية" أو من لغة أهل اليمن، وبالفعل فقد ظهر معظمها في النقوش الأثرية. إلا أن معرفة المسلمين باللغة السبئية/الحميرية لا تجاوز رصد تلك الألفاظ وأحياناً معرفة المقابل العربي لرموز الحروف كما يظهر في بعض المخطوطات التي احتوت قوائم رموز المسند ومقابلها العربي، دون إمكانية قراءة اللغة أو فهم دقيق لقواعدها، باستثناء الهَمْداني الذي أظهر معرفة أفضل قليلاً بالحميرية، ونقل أحد نقوش في كتابه "الإكليل" وترجمه بصورة مقبولة. وذكر الهَمْداني في كتاب الإكليل أحد أمثال حِمير بلغة حميرية سليمة تعكس معرفة أصيلة إلى حد ما باللغة:

المسند العربي الجنوبي في الحبشة:

وصل تأثير السبئيين إلى الحبشة عبر العلاقات التجارية وانتقل خط المسند معهم إلى الحبشة في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، واتخذ المسند لكتابة اللغة الجعزيّة هناك، ثم طوّره الأحباش، فحذفوا منه أحرف الثاء والذال والظاء والغين، لأنّ هذه الأصوات لا وجود لها في لغتهم، وأضافوا إليه علامات للحركات بطريقة الإلصاق، فصار لكل حرف سبع صيغٍ، وعكسوا اتجاه الكتابة، فأصبح من اليسار إلى اليمين. ثم أخذته الأمهريّة التي أصبحت لغة الدولة في الحبشة في القرن 13 الميلادي، فزادت عليه حروفاً للأصوات غير المعروفة في الساميّة وعدّلت فيه بعض التعديل. وتعد إثيوبيا الدولة الوحيدة اليوم التي تستخدم أبجدية متطورة مباشرة عن هذا القلم.

استعمال المسند بعد الإسلام:

عثر الآثارين على نقش بالخط العربي في نجران من الفترة الإسلامية، كتب صاحبه اسمه بالخطين الاثنين معاً، العربي (طوق بن الهيثم) وبجانبه المسند ، وعثر على نقشين صخريين قصيرين في صعدة بخط المسند، ولكن لغتهما عربية (حرفياً: كتب محمد أبن عبد ألله أبن علي أبن ألحرين). ما يشير إلى بقاء معرفة يسيرة بأشكال حروف المسند في العصر الإسلامي، بصرف النظر عن انقراض اللغة المحكية. كما احتوت بعض المخطوطات الإسلامية قوائم بأشكال حروف الخطوط القديمة ومنها الخط الحميري، وتظهر فيها معظم الحروف بشكل صحيح.

NomE-mailMessage