JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

فن الحضارة الكنعانية




العمارة والفنون من الجوانب المهمة لى أي حضارة ومن خلالها نستطيع معرفه سمات هذه الحضارة وما تتسم به وتمدنا بنظره عن كيف كانت هذه الحضارة وكيفية معيشة الناس في ذلك الوقت.

الفن في الحضارة الكنعانية: 

خلّفَت هذه الحضارة  في هذه الرقعة من الشرق العديد من الآثار التي تمثل البقايا والهياكل العظمية والقلاع والحصون والمنحوتات والمساجد والكنائس والمقابر والأبواب كباب العامود و التي ظلت باقية حتى الآن في العديد من المدن الفلسطينية. 

فهناك تشابه واضح في الفنون  الكنعانية والحضارات القديمة كالحصون والقلاع والرسم على الكهوف وصناعة الفخار لكن بالنسبة للخصوصية فهو يظهر اكثر تميزا واختلافا بداية من الحضارة الكنعانية وقد تأكدت الانطلاقة الفنية للكنعانيين عندما جسدوا الفن الخاص بهم في الفنون التطبيقية من منسوجات وبسط وحصر وتطريز وجرار،   وقد أصبحت فيما بعد أساساً للتقاليد التي سارت عليها الفنون الفلسطينية أنتجتها المهارات النفعية ، فبدأت خطواتها الأولى باتجاه الفن التشكيلي عندما بدأ الفنان الفلسطيني القديم بتزيَّن أوانيه الفخارية بزخارف مختلفة، تتدرج من الخطوط البسيطة أو المتوازية إلى الزخارف المستوحاة من الخيال أو من الطبيعة وقد أثر ذلك كثيرا على ملامح تلك الفنون، وموضوعاتها وسبل استخدامها.

نسج الكنعانيون فنًا خاصًا بهم، مركبًا من عناصر مختلفة، مقتبسًا من الحضارات المجاورة، كحضارة بلاد الرافدين وسوريا والعالم الحيثي ومصر واليونان وقبرص؛ وقد تجلت عظمة الفنان الكنعاني في كيفية صهر وصقل هذه المقتبسات بأسلوب وطابع ذاتي خاص، جاعلاً من هذه العناصر المتباينة جداً فناً متميزاً  خاصاً يعكس الوجه الحضاري للإنسان الكنعاني.

ويمكن تقسيم تاريخ الفن الكنعاني إلى عصرين:

العصر الأول:يبدأ من الألف الأول قبل الميلاد وهذه الفترة كانت فترة محاكاة واحتضان لفنون مصر وايجه والبلاد الأخرى.

العصر الثاني: ويشمل الألف الأول قبل الميلاد إلى آخر العصر اليوناني الروماني.  وهو عصر التوليف بين ما ينقله ويمثله الفنان الكنعاني، متجنبًا آفة التنافر بين أجزاء عناصر الحضارات المختلفة بأسلوب وطابع ذاتي خاص؛ أي إن الفنان الكنعاني يحمل في داخله عناصر الحضارات المجاورة مصهورة وممزوجة بأسلوب ذاتي خاص، متأثراً بهذه التيارات الحضارية المتنافسة؛ وهذا ما أعطى الفن الكنعاني شخصية متميزة ذات خصوصية. وقد أدى هذا التمازج دورًا رئيسيًا في صوغ الحضارة الفلسطينية؛ حيث إن الكنعانيين هم السكان الأصليين لفلسطين. 

وأهم ما يميز فنون الكنعانيين هو علاقة التنافس بين الممالك الكنعانية المتحالفة حينًا والمتخاصمة حينًا آخر؛ ما أثر في رموز الفن لديهم؛ سواء في الناحية العمرانية أم النواحي الفنية الأخرى؛ فاشتهروا بفنون: التعدين، والخزف، والنسيج، والنحت، ومفاتيح المنازل الضخمة، وفن الموسيقى الذي استخدموه في طقوس عباداتهم.

فن النحت:

تميز فن نحت التماثيل بظهور طابعين مميزين: طابع عند فناني الجناح الشرقي ويمتاز بتجسيد الأفكار القديمة بأسلوب قديم.

وطابع آخر عند فناني الجناح الغربي في مدينة ماري، يجسد الأفكار القديمة بأسلوب جديد يخرج عن المألوف؛ مع وجود طابع ثالث تجلى فيه فن نحت التماثيل، وهو تقليد الأسلوب المصري، إلا أن فن النحت قد أصابه الفتور فيما بعد.

فن النحت البارز والغائر:

كان الجناح الشرقي متمسكًا بتقاليد النحت القديمة؛ أما الجناح الغربي فكان فن النحت فيه متميزا بطابعه المحلي، وتختفي فيه التأثيرات القديمة.

فن نحت الختم الأسطواني:

وأهم الموضوعات التي نقشها الفنان الكنعاني على أختامه الاسطوانية: التوجه إلى الرب، وهو قديم عرضه الفنان الكنعاني بأسلوب محلي؛ والعناصر الزخرفية البابلية والمصرية؛ إضافة إلى رسم أشكال قوية ظلية بارزة، موضوعات متنوعة، كمصارعة الحيوانات كما امتاز فن الأختام الاسطوانية في العصور اللاحقة بظهور فئة امتازت بكونها ذات أشكال مفتولة قوية، وفي نقوشها تأثيرات غربية عديدة، معظمها جاء على شاكلة الأشكال المصرية، كنقش الرجال والتيجان المخروطية.

الاعمال المعدنية: 
تميزت الأعمال المعدنية عند الكنعانيين في معظمها بالدقة والإتقان في الصنعة، والبساطة والوضوح والتجديد.  وقد اتصفت هذه الصنعة أحيانًا بالتقاليد الموروثة، وبالتجديد وتداول العناصر الأجنبية.

وتعد التماثيل البرونزية والفضية أجمل ما وجد من هذه الصنعة، وبشكل خاص التي وجدت في ساحات مدينة بيبلوس وفي معبديها (معبد الرب بعل والرب رشف)؛ حيث وجدت مجموعات تماثيل ذكرية مصنوعة من البرونز المغشي بالذهب، أو المصنوعة من الفضة والرصاص.

 

NameE-MailNachricht