فن تذهيب الكتب:
يحمل تذهيب
الكتب في إيران القديمة تاريخًا غنيًا ومهمًا لا يزال يأسر العلماء والمتحمسين على
حدٍ سواء. لم تكن العملية المعقدة لتزيين المخطوطات بأوراق الذهب بمثابة احتفال بصري
فحسب، بل كانت ترمز أيضًا إلى القوة والثروة خلال تلك الحقبة. لقد ترك الدمج بين التقليد
والابتكار في تصميم المخطوطات الإيرانية أثرًا دائمًا على تصميم الكتب الحديثة وفنون
الرسم. ويمكن للمرء أن يعود بالزمن إلى الوراء تقريبًا ليشهد المهارة الحرفية الدقيقة
لمجلدات الكتب التقليدية مثل إيراج نافيدي، المتخصص في صنع أغلفة الكتب باستخدام التقنيات
الإيرانية القديمة. إن جاذبية الذهب كرمز للفخامة والهيبة تجاوزت الزمن، مما جعل تذهيب
الكتب في إيران القديمة موضع إعجاب.
تاريخ تطور تذهيب الكتب في
الفنون الإيرانية:
يعتقد
أن هذا الفن بدء في القرن السابع قبل ظهور الاسلام ، فقد تم استخدامه من أجل تزين وتجميل
النصوص والشعر القديم الفارسي وذلك بسبب حب اهل الايران لهذه القصص وكان يتم استخدام
العديد من انواع الخطوط الفنية، ويقتل ان بعض الفنانين بعد ذلك قاموا باستخدام التذهيب
من أجل ابراز المصاحف.
فلقد تطورت
التقنيات المعقدة لتذهيب الكتب في الفنون الإيرانية على مر القرون، حيث أظهرت مزيجًا
من الابتكار والتقاليد. حدث تحول كبير في القرن السابع عشر الميلادي، مما يمثل لحظة
محورية في فن تغليف الكتب في بلاد فارس القديمة والإمبراطورية الفارسية وإيران . مع
تقدم الشكل الفني، أصبحت الأغلفة ذات التصاميم الرتيبة سائدة في القرن الثامن عشر الميلادي،
مما يعكس التفضيلات الجمالية المتغيرة في ذلك الوقت لقد سلطت الدراسة الدقيقة للمخطوطات
الفارسية المزخرفة واللوحات المنمنمة الضوء على المواد والتقنيات المستخدمة في هذه
الأعمال الفنية الرائعة، مما يؤكد أهميتها الثقافية العميقة.
تقنية تذهيب الكتب في الفنون
الإيرانية:
يعد فن
تذهيب الكتب في الفنون الإيرانية تقليدًا غنيًا ومعقدًا تناقلته الأجيال، مما يعكس
التراث الثقافي للبلاد وبراعتها الفنية. تتضمن تقنيات تجليد الكتب الإيرانية استخدام
الأصباغ الطبيعية والمواد اللاصقة والزيوت المستخرجة من مواد مختلفة مثل النباتات والمواد
غير العضوية والمنتجات الحيوانية. فلعبت أمثلة الورق الإيراني، بما في ذلك سمرقند وخراسان
وتبريز، دورًا حاسمًا في تطور تجليد الكتب، مما يؤكد الحاجة إلى الحفاظ على الأعمال
المكتوبة بمرور الوقت . فالفن الإسلامي، حظيت تقنيات التذهيب بالتبجيل لقدرتها على
تعزيز الكتابات، وتزيين الصفحات، وتجليد المخطوطات، لتكون بمثابة السمة المميزة للتميز
الفني الإيراني .
المواد والأدوات المستخدمة
في تذهيب الكتب:
كانت المواد
والأدوات المستخدمة في تذهيب الكتب في إيران القديمة ضرورية للحفاظ على جمال هذه المخطوطات
الرائعة وطول عمرها. إن فهم الأهمية الثقافية لرقائق الذهب الموجودة في العديد من المصنوعات
اليدوية يسلط الضوء على أهمية التذهيب في الفن والحرف اليدوية الإيرانية القديمة .
وإن الاختيار الدقيق للأدوات، مثل سكاكين التذهيب، والوسادات، وقماش شعر الخيل، يسلط
الضوء على التفاني والخبرة المطلوبة لتنفيذ عملية التذهيب بدقة وعناية . لعبت كل أداة،
بدءًا من وسادة التذهيب وحتى أداة صقل العقيق، دورًا حيويًا في ضمان التصاق ورقة الذهب
بالمخطوطة بسلاسة، مما خلق تأثيرًا مبهرًا عزز المظهر البصري للنص. أدى الجمع بين الأيدي
الماهرة والأدوات المتخصصة إلى تحويل المخطوطات العادية إلى أعمال فنية رائعة، تعرض
البراعة الفنية والبراعة في تقنيات تذهيب الكتب الإيرانية القديمة.
كما تم
اكتشاف رقائق الذهب على أسطح مختلفة مثل المعدن والحجر والسيراميك والزجاج والخشب والورق
والرق، مما يوضح الاستخدام الواسع النطاق لهذه المادة الثمينة في العصور القديمة .
وتم تصميم الأدوات المستخدمة في عملية التذهيب بدقة لضمان الدقة والبراعة. من سكاكين
التذهيب إلى الأقمشة والفرش المصنوعة من شعر الخيل، لعبت كل أداة دورًا حاسمًا في تحقيق
التأثير المطلوب على المخطوطة . وكانت وسادة التذهيب، وسكين التذهيب، وطرف التذهيب،
وممسحة التذهيب، وملمعات العقيق، وقصاصات الرق، والبياض مجرد بعض الأدوات المستخدمة
لإنشاء كتب مذهبة رائعة في إيران القديمة . إن الاهتمام بالتفاصيل والحرفية المستخدمة
في تذهيب الكتب لا يعكس فقط البراعة الفنية للحرفيين، بل يعكس أيضًا تقديس المعرفة
والجماليات السائدة في المجتمع الإيراني القديم.
التذهيب في الحضارة الإسلامية:
ظهر فن
التذهيب في الحضارة الإسلامية من خلال الخط الجميل ، فكان هناك علاقة في القرون الوسطى
بالكتابة بخط اليد وفن التذهيب ، كما كان يتم تزين جميع الكتب في العصر الاسلامي باستخدام
هذا الفن.
وأيضاً
في القرآن الكريم يتضح الاهتمام بالخط الجميل والمهذب والذي بدء في الظهور في العصر
العباسي ، وايضاً نجد التذهيب في معظم المخطوطات
القديمة.