JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

فــن الطاسيلي







فن الطاسيلي:

هي سلسلة جبلية تقع في وسط الصحراء في الجنوب الشرقي للجزائر بإليزي، وقليلاً على الأراضي الليبية. يوجد فيها واحدة من أهم التشكيلات للرسومات الكهفية لما قبل التاريخ في العالم.

فن الطاسيلي ما قبل التاريخ:

تم العثور على تحف فنية من أشكال لحيوانات في نطاق الطاسيلي ويلاحظ أيضا لوحات ما قبل التاريخ في الصخور وغيرها من المواقع الأثرية القديمة، التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث عندما كان المناخ المحلي رطب بكثير مع تواجد السافانا بدلا من الصحراء. وتتنوع الصور الموجودة بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروج ضخمة، وصور لخيول، ونقوش لانهار وحدائق غناء، وحيوانات برية، ومراسم دينية، وبعض الآلهة القديمة. وقد كان الوصول إلى اكتشاف هذه الكهوف صعبا ومتأخرا، نتيجة لوقوعها في قلب منطقة "جبارين" حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة. يسكن السلسلة الجبلية فرع من الطوارق وهم يتمركزون في عاصمة الطاسيلي جانت.

تاريخ فن الطاسيلي:

خلال الفترة الرطبة من العصر الحجري الحديث (ما بين 9000 و 2500 قبل الميلاد)، كانت الصحراء الكبرى مكسوة بالعشب وتصلح لأن يستوطنها البشر والحيوان مثل النعام، والزرافات، والفيلة، والظباء. كما ساعدت وفرة المياه وبعض البحيرات الكبيرة هناك على تشجيع حياة الأسماك والتماسيح وفرس النهر. فساعدت هذه الظروف المؤاتية صيادي البراري وفيما بعد الرعاة على بناء المخيمات والمساكن في مختلف هضاب وأراضي الصحراء المرتفعة الخصبة.

وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، أصبحت الصحراء، باستثناء نهر النيل، أرضا قاحلة فلم تعد تصلح أن يسكنها بني البشر. ولكن ذلك الماضي الخصب بقي من خلال الرسومات والنقوش التي تركها السكان مجسدة على الصخور عبر بقاع الصحراء. فعلى تلك الصخور أصبحت الرسومات الجميلة للأشكال البشرية تذكارا مرئيا لمعتقدات وممارسات سكان شمال أفريقيا الأقدمون خلال فترات تكيفهم مع بيئتهم المتغيرة واكتسابهم لأدوات وعادات جديدة. فأكثر من نصف الفنون المنقوشة على الصخورالصحراوية توجد في منطقة طاسيلي ناجر ("سهل الوديان العديدة" بلغة الطوارق) جنوب شرق الجزائر. وتوجد مواقع أخرى في الصحراء الليبية وشمال النيجر. فقد تم التعرف على أزيد من 30 ألف موقع إلى حد الآن. وأصبح تحديد تاريخ تلك الرسومات والنقوش موضع نقاش ساخن بين العلماء رغم أنهم يتفقون عموما على أنه يمكن تقسيم تلك الحقبة إلى أربع حقب رئيسية متتالية بناء على أسلوب ومحتوى الرسومات

الحقبة البائدة أو البابلسية ( قبل 5000 قبل الميلاد):

تُجسد النقوش المحاكية للطبيعة على الأحجار ذات الأشكال الضخمة الحيوانات التي تعرضت للانقراض في تلك الحقبة بما فيها البقر الوحشي والفيلة ووحيدي القرن والزرافات والظباء وفرس النهر. ويكاد لا يكون هناك أي تجسيد للحيوانات الأليفة مما قد يعني أن السكان آنذاك قد اعتاشوا بصيد الحيوانات الضخمة. وتظهر أشكال الرجال وهم مسلحون بالعصي، والرماح، والفؤوس، والأقواس. وتتمثل أحسن النماذج عن هذه الحقبة في منقوشات وادي دجيرات في طاسيلي الناجر، والزرافات في منطقة أير بالنيجر وبعض النقوش في منطقة المساك اليبية.

الحقبة البوفيدية 4500 إلى 2500 قبل الميلاد:

توافق هذه الحقبة وصول القطعان إلى شمال أفريقيا ما بين 4500 و 4000 قبل الميلاد. إذ أن غالبية النقوش والرسومات تعود إلى هذه الحقبة. وتبين بعض المشاهد أشخاصا وهم منهمكون في قضاء أعمالهم اليومية بينما تجسد نماذج أخرى قطعان الحيوانات المؤلفة والأغنام والماعز وأحيانا تبين الرعاة بقرب قطعانهم. هذه الرسومات لها سحنة أكثر جمالا بفضل استخدام اللون الصلصالي الأحمر والصبغات البيضاء. ويعتقد أن الرسامين كانوا من الرعاة الرحل يشبه أسلوبه معيشتهم قبائل النوبة اليوم في السودان والقبائل الفولانية في النيجر. وتوجد غالبية الرسومات البوفيدية في طاسيلي وجبال أكاكوس في ليبيا.

حقبة الخيول (حوالي 1200 قبل الميلاد):

تجسد الرسومات من هذه الحقبة بشرا مسلحين بأسلحة صغيرة وعربات تجرها الخيول. ويعتقد أن الحصان كان قد بدأ استخدامه في الصحراء حوالي 1200 قبل الميلاد. كما تعتبر جودة هذه الرسومات هزيلة بالمقارنة مع الحقبة السابقة حيث تبدو أشكال البشر أقل حجما وتتخذ شكل ساعات رملية.

حقبة الجمال (1200 قبل الميلاد):

بحلول هذا التاريخ، تمت عملية التصحر في شمال أفريقيا فاستعيض عن الحصان بالجمل "صديق الصحراء" في فن الرسم على الصخور وفي حياة الناس.

خضعت عملية تقسيم تاريخ شمال أفريقيا هذه للتمحيص من قبل العلماء الذين يتساءلون عن مدى مصداقية التسلسل الزمني على صعيد الصحراء ككل. حيث يعيق حجم الصحراء الهائل والتعقيدات السياسية في المنطقة إجراء دراسة أكثر خصوصية تركز على التنوع الإقليمي. ولهذا يبقى فن النقش على الصخور عموما مجالا ينقصه البحث وبذلك غير مفهوم بشكل جيد.

كانت الصحراء الغربية لشمال أفريقيا مصبا لنهر النيل قبل عشرات آلاف السنين كما يقول بعض العلماء مستدلين على الكمية الهائلة من المياه الجوفية والبحيرات المتواجدة بها.

تصنيف فن الطاسيلي:

بعد أن تم تصنيفها من طرف المسؤولين الجزائريين كحديقة وطنية محمية وتصنيفها من طرف اليونيسكو كإرث حضاري عالمي تم إعادة إحياء هيبتها العالمية وذلك بإدراجها في مختلف المزارات والمعارض السياحية العالمية وهي تعتبر مع جبال الهقار قلب توجه السياح المحليين والأجانب لما تمتلكه من مواقع تجذب السياح فهي تمتلك أكبر متحف للنقوش الحجرية عبر مناطقها بهضبة مداك (تامريت وسفار وجبرين)، كما يعتبر رواق واد جرات الموجود على الهواء الطلق الأكبر من نوعه في المعمورة وهو يمثل أجمل رواق للنقوش الصخرية في الجزائر بمحطاته ال75 التي تضم أزيد من 4.000 شكل تم جردها عبر مسافة تقدر بنحو 30 كم.وذلك دون احتساب باقي الرسومات الأخرى ومجموعها 30.000 شكل. وللحفاظ على محمية طاسيلي تم القيام بإجراءات تطبيقية لحماية السياح وعذرية الأثار كمرافقة مرشد رسمي لزوار الحديقة يحترم إجراءات الحماية التي وضعت منذ سنوات من طرف ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي، ومسار الجولة يحدد بصفة مسبقة كما أن الزيارات تكون مرخصة وكل زائر يتوجب عليه الإمضاء على ميثاق حسن السلوك وذلك قبل الانطلاق في جولته حتى يضمن جولة سياحية في منطقة تحكي حكايتها النقوش الحجرية.


الاسمبريد إلكترونيرسالة