JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

التوليــف في الفــن

 





أسلوب التوليف في الفن:

التوليف في الفن التشكيلي, يعنى التوفيق بين الخامات, سواء كانت من فصيلة واحدة أو متعددة الفصائل, على أن يحدث فيما بينها عنصر الاكتساب العام, أي تتعايش كلياً مع بعضها البعض, من أجل تحقيق القيم الفنية التوليفة، فلا يخلو فن من فنون التشكيل في الحضارات القديمة, إلا وكان للتوليف صدى في إنتاج أهله, مرتبط في ذلك بالمفاهيم العقائدي, التي تحقق مدى الاستخدام إضافة للتعبير عن مدى الابتكارية وتأصيلها في هذه الحضارات, فاستخدامه في الحضارة المصرية القديمة, دلالة على وعي فنان هذه الحضارة بأهمية هذا المفهوم في إنتاج الفن.

تاريخ التوليف :

ولم يكن المصري القديم أول من يستخدم أسلوب التوليف، بل سبقه الفنان البدائي الذى تمتع بطلاقة لا حدود لها في التعبير عن الأشياء بدافعية عقائدية، لإعطاء الأعمال قمة التعبيرية الروحية في البناء الهندسي، بعيداً عن النسب التقليدية للأشكال، التي خرجت تحمل طابع الغرابة والدهشة، فيما تجمعه من خامات توليفة في صورة نسجية, مؤكدة كل المعاني المطلوب التعبير عنها على الرغم من الحدود الضيقة للخامات التي لم تكن تتعدى الأخشاب والنسجيات والأصداف والقواقع والخيوط النباتية وبعض الزجاجيات الخرز وطنيات الخزف.

ولعل الفنان الإسلامي، يكون الأول الذى صنع في التوليف مجالات، فالتطعيم مجال التوليف في الخشب بأصنافه المختلفة، بتقنيات التعاشيق والتجميع والدمج والتلصيق للأخشاب مع بعضها البعض, لصناعة الأثاث والصناديق والألعاب الخشبية، على أنه كثيراً ما يضاف إلى الخشب ترصيعات من قطع العظم والقرن والأصداف والزجاج والمعادن.

وجاء العصر الحديث, فأستخدم التوليف أولاً, على يد فناني المدرسة التكعيبية, عندما ولف بيكاسو وبراك ورق الجرائد والمجلات وشرائط الأقمشة وحبات الرمال, بوضعها على سطح التوال, ليتعايش مع الألوان الزيتية, من منطلق الاهتمام ببناء الشكل, بعيداً عن النزعات التقليدية المتعارف عليها ، وتبعهم الداديون فاستخدموا التوليف, للتعبير عن السخرية والاتجاهات التضادية, لإثارة شعور المتذوقين حتى الباوهوس والبنائية, استخدمنا التوليف في الفن, على مدى متسع في تطبيقات فن العمارة, فواجهات العمارة وأشكالها دلالة على اتساع استخدام المفهوم، إضافة إلى ما يشهده التصميم الداخلي (الديكور) من انطلاق في التوليف, ساعد على ذلك الخامات المستحدثة مثل الفورومايكا واللدائن والبلاستيك والألومنيوم, إضافة إلى المعادن التقليدية, من زجاج وخزف وإسفنج ونحاس وحديد وجلد، فأصبح الحكم الإبتكاري, يتركز على مدى قدرة الفنان من إدخال خامات جديدة أو تقليدية, بصورة جديدة غير مألوفة، تتميز بالجرأة والتفرد والتنوع.

أهمية التوليف في المجال الفني:

يرتبط التوليف بالخامة، حيث إنه يعني في المقام الأول تآلف وانسجام مجموعة متعددة من الخامات، قد لا تجتمع في مدركات البيئة الطبيعية، ولكن عندما تجتمع تلك الخامات في العمل الفني الواحد، تؤدي إلى تحقيق غرض فني معين، من المسلم به أن ما يصنعه الإنسان، لابد وأن يكون بغرض تحقيق هدف ما. حتى يكون له قيمة بالنسبة لصانعه وبالنسبة للآخرين.

وهو اندماج أكثر من خامة في العمل الفني التشكيلي في وحدة فنية على أن يتحقق التآلف والترابط بين عناصر العمل الفني وإثرائه، بحيث يتحقق، الجانبان الفني والوظيفي في نفس الوقت.

والتوليف يطلق على الأعمال التي تم صياغتها باستخدام العديد من الخامات المختلفة، ويحتاج إلى حساسية وخبرة خاصة، من حيث أساليب وطرق التشكيل والصنعة، حتى يمكن السيطرة على أجزاء العمل الفني، وإكسابه طابع الوحدة.

وبناء عليه، فإن التوليف بين خامات مختلفة في عمل فني واحد، لابد أن يكون محققاً لهدف ما، حتى يكون له قيمة بالنسبة لكل من الفنان والمتذوق، وبالتالي يكون للعمل عند تحقيقه لهذا الهدف قيمة فنية.

يعد التوليف بين الخامات المتعددة، من القضايا الهامة في مجال الفن، لكونه يهتم في المقام الأول، بمراعاة الإمكانات التشكيلية والتعبيرية للخامات، حتى يمكن إيجاد التآلف بينهما. وجدير بالذكر أن مراعاة الإمكانات التشكيلية والتعبيرية للخامة، من أهم سمات العمل الفني الجيد، لأن العمل الفني هو شكل معبر بلغة وسيطة، لذا لابد للفنان أن يكون متفهماً لتلك اللغة، حتى يمكن أن يعبر بها من خلال أشكاله التي يبتكرها، عن طريق تنظيمه للخصائص التشكيلية والتعبيرية للخامة التي يتخذها وسيطاً لأشكاله. ومن ضرورية تجريبه، أن يضع في اعتباره ما إذا كان قد تم استكشاف جميع الإمكانيات المختلفة للوسائط الفنية هذه أم لا، لأن القطع الفنية الناجحة، تحتل مكانها إذا نفذت بصورة صحيحة ومتناغمة، وراعية مختلف عناصر العمل الفني، التي تهدف إلى تشكيل كيان متقن كامل.

وإذا كانت وحدة العمل الفني العضوية، تقاس بمدى أهمية الجزء في إطار كلي, بحيث أن الكل يفقد وحدته في حالة حذف جزء أو إضافة جزء آخر، فإن تلك الوحدة, تعني أن كل جزء يساهم في كفاءة الكل بالنسبة للوظيفة الموجود من أجلها.

أنواع التوليف وفق الخامات:

توليف بخامات طبيعية:

هو التوليف بين الخامات الطبيعية (البكر)، دون تدخل يغير من هيئتها الطبيعية.

توليف بخامات طبيعية بهيئتها:

أن الطبيعة تزخر بأعداد لا نهائية من الأشكال. تتنوع تبعا للبيئات الطبيعية المختلفة. فعلى سبيل المثال يوجد في البيئة البحرية، الصخور والرمال والقواقع والأصداف والشعب المرجانية بأشكالها المتعددة، وغير ذلك كثير، وكذلك الحال في البيئات الصحراوية والزراعية .

توليف بخامات طبيعية تم تصنيعها:

هذا النوع من التوليف يتم فيه استخدام خامات طبيعية تم تصنيعها، مما يؤدي إلى تغير في الهيئة الطبيعية للخامة، نتيجة عمليات التصنيع، فالخيوط والمنسوجات القطنية التي قد تم تصنيعها من الأقطان، والجلود الناتجة من عمليات دبغ جلود الحيوانات ذات الوبر والفراء. كل هذا يوضح الاختلاف الكلي بين الخامة الطبيعية والمصنعة وهيئتها الأصلية الطبيعية .

توليف بخامات مخلقة:

يقصد بالمواد المخلقة، مواد المركبات العضوية التي تم تخليقها كيميائيا. ومن أمثلة هذه المواد البلاستيك والنايلون، والمطاط الصناعي ،والبولي استر، وغيرها.

توليف بخامات بهيئتها المخلقة:

وهذه الخامات المخلقة توجد في هيئة مساحيق أو عجائن أو محاليل، والفنان عندما يقوم بتشكيل هذه الخامات، تتخذ أشكالا تتفق مع طبيعة التشكيل بها، فهي تسيل وتزحف وتتجمع في كتل ذات أشكال عشوائية، وفي اشكال عضوية .

توليف بخامات مخلقة تم تصنيعها:

في هذا النوع من التوليف يتم استخدام الخامات المختلفة في أشكال مصنعة، كخيوط، أو رقائق أو مسطحات أو كتل أو أنابيب بأقطار مختلفة، وقد يتم استخدام النفايات المصنوعة من البلاستيك أو المطاط وغيرهما.

وبالتالي فالأشكال المختلفة من الأسلاك والأسياخ والقضبان، توحي بإمكانية ليها وثنيها وتشكيلها في الفضاء، ومن خلالها يمكن تجسيد الحركة، وتحقيق هوية الفراغ. أي التفاعل الحركي في الفراغ. ودخول الفراغ إلى الشكل وتكوين علاقات فراغية. مما يؤدي إلى تحقيق علاقات تشكيلية متميزة.

ولقد استعان الفنان بكل ما حوله من موجودات البيئة من نفايات وخردة وبقايا للمعادن المختلفة.

التوليف عن طريق الادراك الحسي:

قطع التوليف مسافة كبيرة خلال فترة تطوره، فبعد أن كان توليفاً تذوب فيه الفواصل بين المواد، ويتحقق الصهر والالتحام بين تلك المواد، انتقل إلى شكل جديد، وهو تحقيق الألفة بين مجموعة من المواد, والتي تتقارب بصريا في صفاتها وخواصها, وتستطيع الحواس إدراكها وتقبلها بشكلها الجديد والمتآلف. إن عملية الإدراك الحسي لمواد العمل الفني، تجعلنا نتقبلها، إذا تحققت المعايشة الكاملة لها، فإذا تم ذلك يمكننا ان نطلق عليها مسمى (التوليف عن طريق الإدراك الحسي) وبما أن العين هي الجهاز المستقبل لهذا الشكل الجديد من الأعمال المتآلفة، يمكننا أن نضيف لفظاً جديداً للمسمى ليصبح (التوليف عن طريق الإدراك الحسي البصري), وهذا المسمى يتحقق بأشكال متعددة وفق طرق التنفيذ المتبعة لتنفيذ شكل العمل الفني.

أنواع التوليف وفق طرق التنفيذ (تقنيات الاداء):

- الإلصاق.

- التركيب.

- التجميع.

- التأليف.

- الاتصال.


NameEmailMessage