أهم مجالات رؤية التجريب في الفن:
فن التركيب:
والمقصود بالتركيب هو وسيلة لإبداع أعمال فنية، تتكون كلية من مواد كانت موجودة
مسبقاً، حيث يكون إسهام الفنان بدرجة أكبر من خلال إيجاد العلاقات بين الأشياء، ووضعها
سوياً جنباً إلى جنب أكثر من إيجـاد الأشياء وإبداعهـا منذ البداية ويقول في ذلك
"ويليام ستيز" مشيراً إلى الاتجاه الحالى لفن التركيب بأنه تغير من فن تجريدي
ذاتي غير موضوعي غير واضح ، إلى الارتباط المنقح بالبيئة ، مما جعل الفن أكثر ارتباطاً
بالبيئة والمجتمع، حيث تغير مفهوم الفن من اتجاه ذاتي خاص بالفنان إلى اتجاه عام، فأصبح
هناك تفاعل إيجابي، بين الفنان والبيئة والمجتمع والجمهور، ومن الأساليب التي تقوم على
التركيب، أسلوب التجميع وهو "نوع من الأداء، يتم إنتاجه عن طريق تجميع بعض القطع
والأجزاء، وتركيبها مع بعضها البعض على سطح المشغولة" كما أنه "العمل الفني
ذو الثلاثة أبعاد، الذى يتم إنتاجه من خلال جمع بعض المواد والأشياء الطبيعية أو المصنعة.
فوائد فن التركيب والتجميع :
-إنشاء علاقات تشكيلية وملمسية بين أنواع الخامات المختلفة المضافة بعضها البعض.
-الاستفادة من الخامات البيئية، وذلك بهدف رفع قيمة الشىء العادي المستهلك
للمستوى الفني.
-الكشف عن القيم التعبيرية والملمسية واللونية، الناتجة عن توظيف مختلف الخامات
الطبيعية والمصنعة.
-استخدام التقنيات المتنوعة، كوسيط تعبيري في إنتاج الأعمال الفنية المستحدثة،
والتي تتنوع بين الأعمال الفنية ذات البعدين والثلاث أبعاد.
-استخدام قطع سابقة التجهيز تركب على مسطح المشغولة الفنية.
فن التجريد:
يطلق لفظ التجريد في الفن، على طراز ابتعد فيه الفنان عن تمثيل الطبيعة في أشكاله، ولقد عرفت عملية التجريد في الفنون منذ فجر التاريخ، حيث ظهر التجريد في الفن المصري القديم، وبعض فنون العالم. كما كان التجريد من أهم صفات بعض مدارس الفن الإسلامي. ولفظ التجريد في الفن التشكيل المعاصر هو صفة لعملية استخلاص الجوهر من الشكل الطبيعي، وعرضه في شـكل جديد.
والتجريد
يمثل مرحلة انتقالية من واقع إلى واقع جديد، فهو عالم مطلق من النقاء، ينطوي على معاني
روحية، ترتبط بالعناصر والقوانين والأسس البنائية للأشكال، التي تمثل طبيعة الكون،
كما يرتبط بالانسجام المتكامل، وتحقيق فكرة قد تكون فلسفية أو غير ذلك .
وتعد
التجريدية أحد الأساليب الهندسية اللاموضوعية، والتي ابتدعها موندريان "
1872-1944" من أجل التوصل إلى موضوعية للفن، فالعمل الفني عبارة عن تكوين أو
مزيج من العناصر الشكلية المترابطة والتي يتم التعبير عنها في عملية التركيب أو
الترتيب، حيث أنها قد تأثرت ببعض الآراء الفكرية الفلسفية والفنية، لتطوير مفهوم
اللاتمثيل الموضوعي إلى نهاية المنطقية، وتوصل تدريجياً إلى تطوير أسلوبه بعد محاولات
من البحث الجاد عن الحقيقة، وراء الوحدة المكررة Motif حيث أنه يعتقد أن الفن يعبر عن المبادئ الأخلاقية للتصرف والسلوك.
ويرى
"شارل لالو" أن صلة الفن بالحياة، تكون على أوجه متعددة أن الفن نوع من
إكمال الحياة، وكذلك فهو نوعاً من الترف وسط الحياة الجادة، كما أنه يقوم بمهمة
تطهير النفس في الحياة، وهو نوع من البراعة أي هدف في حد ذاته، إضافة إلى أنه
مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة وشبيهاً بها، فالصفات التي توجد في العمل توجد في
الفنان وجمهوره.
فوائد فن التجريد:
-تنمية
القدرة على التأمل والملاحظة من الطبيعة، وذلك لاستخلاص علاقات تشكيلية مجردة،
تساعد في إنتاج
مشغولات
فنية مستحدثة، ذات طابع تجريدي مع المحافظة على مضمون العمل.
-تحقيق
نوع من التوازان والإيقاع بين أجزاء المشغولة الفنية.
-تحقيق رؤى فنية مبتكرة للمشغولة الفنية، من خلال مجال التجريد
كأحد المجالات الهامة في التجريب.
فن التحطيم:
هو
أسلوب يقوم به الفنان، حيث يحطم الأشكال الطبيعية ويفككها ويحللها، ثم يعيد
صياغتها في صورة جديدة،ولقد نجحت الحركة
التكعيبية في التقدم في هذا الاتجاه، وذلك بفضل التجارب التي قام بها بيكاسو وبراك،
حيث بدأ بيكاسو في إتباع الطريقة التحليلية، التي زادت من تحطيم الأشكال، وهدم كل
ما يعمل على مطابقة أشكال الطبيعة، وعرفت هذه المرحلة بالتكعيبية التحليلية.
فوائد فن التحطيم :
-من
خلال تحطيم الأشكال وإعادة صياغتها بطريقة جديدة، تنتج مشغولات فنية تتسم بالابتكار
والتنوع، حيث تتصف بالفرادة والتميز.
-تعدد
الرؤى الفنية للعمل الفني الواحد، من خلال إعادة صياغته للخامات المستخدمة.
فن الاختزال:
وهو
نوع من التجريد يهدف إلى اختصار الأشكال وتبسيطها وتحويلها إلى رموز لها دلالتها الرمزية
في العمل الفني.