JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

رؤية التجريب في الفن

 





رؤية التجريب في الفن:

حيث أصبح التجريب في العصر الحديث واحداً من مصادر الرؤية الفنية إذ أنه عملية تجمع بين استمرارية التفكير المنطلق، أو المتشعب، أو الابتكاري، التي تحقق مفاهيم مستحدثة غير مسبقة في البحث عن القيم الفنية في أي من أعمال الفن التشكيلي، ولا يعنى التجريب في الفن ، العفوية، أو التعامل مع الصدفة بشكل مستمر، لكنه عملية تخضع لإرادة الفعل العقلي إضافة للفعل الوجداني المتميز بذاتية التعبير الفني عند الفنان، كذلك فالتجريب في الفن وإن اتفق مع أساسيات التجربة العلمية، إلا أنه يختلف عنها في مفردات العملية الإبداعية، وطبيعة الناتج.

رؤية التجريب وإثره على التعبير الفني:

"تعد ممارسة التجريب قدرة أساسية ومكتسبة تتيح الفرصة للتجديد في نماذج التفكير المختلفة" ومع التدريب على ممارسة التجريب وإيجاد مجموعة من الحلول وراء فكر معين، ينشط الميل نحو التعرف على مزيد من العلاقات التي تشكل في حد ذاتها خبرة معينة في السلوك، كما تنمي الرؤية الفنية الواعية والملاحظة الدقيقة لمتغيرات الظواهر.

أهداف رؤية التجريب في الفن:

-الكشف عن مظاهر وكيفيات لها دلالات جديدة وغير مألوفة.

-التدرب على كيفية إيجاد صياغات تشكيلية مختلفة من خلال رؤية العلاقات الأساسية للشكل ودراستها، ومن هنا تبدو أهمية الدراسات الطبيعية والتعرف من خلالها على العلاقات الأساسية في قانون تشكيلها الطبيعي.

-اكتساب الطلاقة والمرونة في التأليف بين المتناقضات وغير المتناقضات من لون، وشكل، وخط، ومساحة.

وقد أحتل التجريب في مجال الفنون التشكيلية بعامة ومجال التربية الفنية بخاصة مكانة ذات أهمية بالغة، وذلك لارتباطه بفلسفة هذا العصر، فأصبح الفنان المعاصر يتخذ من أسلوب البحث والتجريب منطلقاً لإدراك مفاهيم تشكيلية جديدة تنمي الوعي بمنطق التشكيل الفني، والذي يختلف عن منطق التشكيل في الطبيعة ، مما أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات والمدارس الفنية سعياً وراء إيجاد رؤى فنية جديدة لأشكال الطبيعة المختلفة.

وبذلك يكون التجريب سلوك يساعد على نمو التفكير، والأداء الإبداعي، والعلاقات التشكيلية، من خلال عرض الجوانب الجمالية للموضوع والحلول المختلفة لها، واختيار ووضع الشكل الأنسب لتكامل المحتوى.

أقسام رؤية التجريب في الفن:

التجريب بقصد التجديد على أساس تقليدي:

وفي هذه الحالة يكون التجريب على تجديد أوضاع وحدات تقليدية مألوفة، كأن يقوم الفنان بتجديد أوضاع أرقام عددية مثلاً، أو حروف أبجدية (شائعة ومعروفة)، كعناصر لعمل فني في تكوينات جديدة غير مألوفة، ويتحقق ذلك من خلال إعادة للصياغات المعروفة برؤى فنية مبتكرة، من خلال التجريب بخامات مختلفة مما يحدث تفاعل بين تعدد المستويات، وانتشار المفردات أو باستخدام قانون الحذف والإضافة، متخذاَ من علاقة التراكب بين المستويات والمفردات عنصر تشكيلي أساسي, بالإضافة إلى متغير اللون، وإضفاء قيم نابعة من توظيف اللون, وتوزيعه, وأساليب إضافته, مما يضفى على العمل جواً من الدرامية الناتجة عن التجريب في العمل الفني باستخدام خامات مختلفة.

التجريب المستحدث بلا أساس تقليدي:

وهذا المفهوم توضحه أمثله من تجارب جماعة التعبيريين التجريديين في الفن الحديث، حيث أنها تؤكد على التعبير الذاتي المباشر وتتداخل فيه التلقائية بشكل ملحوظ باختلاف الأسلوب الذى قد يميل إلى الهدوء، والرقة، والروحانية، أو العنف، فهي كحركة متفجرة متوترة تعتبر مزيجاً لكل من الأساليب "التجريدية والتكعيبية والتعبيرية والسريالية" حيث يعتمد على خاصية اللون التعبيرية, والمعاني السيكولوجية للخطوط ، والمساحات العضوية في التعبير عن أحاسيس الفنان وانفعالاته، وذلك على يد الفنان كاندنسكى إلا أن التجريب قد وجد حرية أكثر في التعبير عن الانفعال، والدوافع، واستخدام تقنيات ومواد جديدة ، تتلخص في استخدام الألوان السائلة وغمس القماش في اللون أو سكبه عليه، و ازدادت مساحة العمل لإتاحة الفرصة للتعبير الحر على يد "جاكسون بولوك" Jackson Pollock–(1912 –1956)  إذ أن أساس عناصره التشكيلية غير مستمدة من أساس تقليدي معروف، أو مألوف، كما تميز إبداعه بطريقة أدائية متفردة في ممارسة التجريب.

أهمية رؤية التجريب في الفن:

- جانب التشكيل الإبداعي.

- جانب التطبيق التربوي.

ولا يمكن الفصل بينهما إلا كتحليل نظري فقط. وتبدو أهمية الجانب الإبداعي في التعرف على الأساليب الجديدة في معالجة العمل الفني. أما الجانب التربوي، والذي تنشده العملية التعليمية، فتتضح أهميته في التشجيع على ممارسة الأسلوب التجريبي من خلال برامج فنية, يقوم بإعدادها القائمون بالتدريس في مجال الفن، وتوجيه الدارسين أثناء هذا النشاط، حيث يسجل الدارس الحلول التي تمكنه منها قدراته على التشكيل الفني للتعبير عن فكرته، وتلك الحلول تعد بمثابة عرض لما يمكن أن يقال في العلاقات التشكيلية للموضوع، وفي ذلك إعداد للفنان، وتهيئة لممارسة الأنشطة الفنية الإبداعية.

دوافع رؤية التجريب في الفن:

تعد مجالات العلوم المختلفة، بما فيها العلوم الإنسانية، نتاج دافع الإجابة على مشكلات معينة، وقد سلكت الفنون الحديثة والقديمة، العديد من الطرق في التفكير والتنفيذ، كان الدافع ورائها متطلبات العصر وفلسفته، هذا إلى جانب اهتمامات الفنان الخاصة. ولهذه الدوافع علاقة بالمجتمع، سواء أكانت دوافع فكرية، أو ثقافية، أو اقتصادية، أو علمية.

ومن دوافع التجريب ما يلي:

- دوافع نابعة من المرور والبحث في خبرات التراث القديم والحديث والتأمل فيه.

- دوافع نتيجة ظهور علاقات جديدة بالصدفة أو أثناء العمل قد تكون حافزاً لتجريب جديد.

- دوافع تتشكل من التردد والتشكك الذي يصادف المجرب.

- دوافع للبحث عن إمكانيات شكل ما.

- دوافع ناتجة عن أحداث المجتمع، كالحروب وغيرها.

- دوافع أخرى مكتسبة من التطورات العلمية والفكرية، والثقافية، والأدبية، والسياسية.

أنواع التجريب:

من الواضح أن لدوافع التجريب تأثيراً مباشراً على أنواعه. إذ يتأثر نوع التجريب بالفكر السائد في المجتمع ومتطلبات العصر واهتماماته، وكذلك بالمنجزات والتطورات العلمية، وبأفكار أراء الأدباء والفلاسفة الذين ينتمون إلى كل عصر، كما يمكن القول إن لخبرات الفنان الخاصة تأثيرها على نوع التجريب الذي ينتجه أثناء عمله. ويمكن تحديد أنواع التجريب فيما يلي:

- التجريب في الفكر.

- التجريب في الطريقة.

- التجريب في التقنية.

- التجريب في العلم والفن.


NameE-MailNachricht