طالما
كان الفن مرآة المجتمع الذي يعبر عن كل ما يمر به كيفما كانت الظروف المحيطة سواء
كانت جيدة أو سيئة تطرق الفنانين لكل حقبة زمنية و من اكثرها اثارة فترة الطاعون الأسود
او عصر الأوبئة الدي عبر عنه الفنانون بأعمال فنية تعبيرا عن الفترة الصعبة التي مروا
بها و حتى كيف مرت وكيف أثر الطعون على الحياة من خلال هذه الأعمال نرى الفنانين كيف
رؤى هذا الطاعون و نظرة على ما مر به العالم و قتها .
تاريخ الطاعون الأسود:
فالطاعون الأسود هو وباء اجتاح انحاء اوروبا بين عامي 1347 و 1352 م وأنتشر على نطاق واسع و أصبح وباء عالمي و في الفترة نفسها انتشرت اوبئة مشابهه له في كل من اسيا و الشرق الأوسط سميه بالموت الأسود بسبب ظهور بقع نزفية تحت الجلد ميالة للأسود تسبب في وفاة الملايين و ثلث سكان القارة الأوربية مما جعله من أبشع الأوبئة التي مرة في التاريخ اثرت الفترة بشكل كبير على حياة الكثيرين منهم الفنانين.
أثر الطاعون الأسود على حياة
الفنانين :
كان التعبير
عن سبب الطاعون الأسود بالنسبة للفنانين منقسم و في منظور السياق الديني منهم من فقد فسروه
انه غضب من الله و تحذير للمجتمع و خاصتا للمذنبين ، وعبر الفنانون عن ذلك في لوحاتهم
بينما اتجه البعض الأخر لمحاربة هذه المعتقدات و شجعوا على أعطاء الدافع للمصابين و
عائلات الضحايا سوء برسومات تصور الوباء على انه شيء مقزز وشرير أو رسومات تشجع على
مواجهة الوباء كرسومات الأطبة وهي تسعف المرضى كطريقه لزرع الأمل.
مما زات
الرغبة عند الفنانين للإبداع في الفترات الصعبة حتى انهم يشعرون بأن ما يقومون به له
معنى أكبر و قوة أكثر لذا فأعمالهم تحمل خصوصية أكبر و مشاعر أكثر وبفضل تلك اللوحات
نحصل على نظرة ثاقبة لما كانت عليه الظروف وقتها فكانت أكثر اللوحات التي عبرة عن قساوة
ما عاشوه الناس حينها هي شراسة الموت الأسود .
أشهر لوحات الطاعون الأسود
:
لوحة انتصار الموت :
اللوحة
تحت عنوان انتصار الموت للفنان بيتر بروغل الأكبر و تصور الموت الأسود و هي عبارة عن قرية اوروبية و تعبرعن أثر كل شيء سواء مثل
الحرائق المشتعلة في الغابة من الخلف وهي دلالة
على العناء الكبير الذي يواجههم في التخلص من الجثث مما كان يسبب ذلك في حرائق غير
مقصودة وارض قاحلة و متفحمة و كذلك جثة حديثة و هياكل عضميه وبحر مليء بسفن يعبر عن الاضطراب
و محاولة الهروب .
أهم ميزة
في اللوحة و التي اراد الفنان ايصالها ان الموت الأسود أثر بشكل كبير على الجميع رغم
الطبقية التي كانت سائدة حينها فنرى العامة و الجنود و المزارعين و النبلاء حتى العاهل
و الكاردينال كلهم في مكان واحد يؤولون الى نفس المصير انتصار الموت لا يهم مكانتك
او مالك فلا شيء يمكنه حمايتك فكانت اللوحة جد تعبيرية و ناقله للأحداث بشكل مؤسف رؤيته
لكنه واقع ما عاشه الناس حينها .
لوحة الطاعون في اشدود :
اللوحة
تحت عنوان الطاعون في اشدود للفنان نيكولاس بوسين تعبر عن احدى الاعتقادات الأكثر انتشارا
في أن رؤية اي عمل يتناول الطاعون كموضوع فسيصاب بنوع من انواع طعون الموت الأسود او
حتى الطعون نفسه أو عواقب جسدية وهي معتقدات كان العديد في وقتها مؤمن بها فاللوحة
تصور اشخاص يغضون النظر بسبب الاعتقاد ان الأنفاس و الرائحة كانت معدية.