فن الخداع البصري:
الخداع البصري هو عبارة عن رؤية الصورة
بشكل مغاير لحقيقتها التي هي عليها في الواقع، وذلك بسبب إجراء تلاعب فيها. أما فن
الخداع البصري هو أحد الفنون التي تنتمي إلى فئة الفنون التشكيلية، إلا أنه فن
حديث نسبيًا، ويستخدمه الكثير من الفنانين من أجل توصيل فكرة معينة، حيث يتم
استخدام الألوان المتداخلة والأشكال الهندسية المتنوعة من أجل جذب الانتباه وإحداث
ما يسمى بالخداع البصري للعين عند النظر إلى الصورة، وقد يتم استخدام اللونين
الأبيض والأسود غالبًا.
تاريخ فن الخداع البصري:
تعود جذور فن الخداع البصري إلى تقنية
تعرف باسم trompe-l’oeil ، وهي لغة فرنسية من أجل خداع العين وقد تعود الإشارات المبكرة لمثل هذه الاتجاهات
في الفن إلى العصور القديمة .
تعود نشأة فن الخداع البصري إلى القرن
الخامس قبل الميلاد في اليونان القديمة، حيث استخدموا الخداع البصري في هندستهم،
وفنونهم، وقد تم العثور على أحد أقدم تطبيقات الخدع البصرية فوق أسطح المنازل
اليونانية وكذلك عندما حاول الفنانون اليونانيون القدماء أن يجعلوا اللوحات واقعية
لدرجة أن الناس ينخدعون حرفيًا بالاعتقاد بأن صورهم حقيقية ، وقد دخلت هذه التقنية
بعد ذلك في الموضة ، وخرجت منها أكثر من مرة على مر القرون ، حيث وصلت إلى خطوتها
في القرن التاسع عشر نتيجة ظهور اللوحات الفنية التي تعد إحدى أهم لوحات الخداع
البصري، مثل الهروب من إطار اللوحة الذي رسمها بيري بوريل ديل كاسو عام 1874، وظل
فن الخداع البصري لغز يحير الجميع حتى بدأ الفلاسفة يضعون نظريات مختلفة لتفسير
الخداع البصري.
بالإضافة إلى ذلك استخدموا الإغريق فن
الخداع البصري في معابدهم، حيث تم بناء أسقف المعابد بشكل مائل، واستخدموا الخداع
البصري ليعتقد كل من يرى الأسطح بأنها كانت منحنية، وليست مائلة.
يعتمد هذا الفن على التراكيب الهندسية
لإقناع العين عن طريق وجود أشكال غير حقيقية ومستويات مكانية ، وبذلك تعتبر أول
تقنية مجردة تم تصميمها لخداع العين بدلاً من مزج الألوان مسبقًا .
وقد وضع الرسامون التنقيطين العديد من
الألوان غير المختلطة بجانب بعضها البعض على قماش ، مما خلق الوهم بوجود حقول
ألوان صلبة عندما يتم عرض هذه اللوحات من مسافة بعيدة يبدو أن الألوان مختلطة .
مميزات فن الخداع البصري:
-معرفة القراءة والكتابة أمر مهم لتفسير المعلومات المرئية .
-استخدام الدماغ لفهم العديد من الإشارات البصرية عند النظر إلى صورة
ما .
-يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعزز نطاق فن الخداع البصري مع
الاستمرار في التوسع في الفضاء ثلاثي الأبعاد .
-انتجت مجموعة متنوعة من التنسيقات بتصاميم وانماط مختلفة بما في ذلك
المطبوعات ، والنحت ، والأثاث وورق الحائط ، وتركيبات الإضاءة .
-تأثير فن الخدع البصرية على الممارسات الفنية مثل تهيج الحواس ،
وتعطيل تصوراتنا الفسيولوجية ، والنفسية وتحفيز التورم ، والتشويه ، والتشويش .
-نقل العالم العادي إلى عوالم
السريالية والخيالية من خلال مشاهدة هذه الأعمال الفنية .
أنواع الخداع البصري:
هناك ثلاثة أنواع رئيسية وهما :
بصرية حرفية:تخلق هذه الأوهام صور مختلفة عن الصور
أو الكائنات الأصغر التي تصنعها .
فسيولوجية:تعتبر هذه هي آثار التحفيز المفرط لنوع
معين مثل السطوع ، أو اللون مثل الصورة اللاحقة والصورة الفسيولوجية الشائعة، هي
المنطقة المعتمة التي تبدو ، وكأنها تطفو أمام أعين المرء بعد النظر لفترة وجيزة
في مصدر لضوء ساطع مثل فلاش الكاميرا .
معرفية:تنشأ هذه نتيجة للاستدلالات في اللاواعي
، وهي ما يعتقده معظم الناس عند التفكير في الأوهام البصرية ، وقد تعطي الأوهام
المعرفية أعظم نظرة ثاقبة حول كيفية عمل عقولنا ، كما يعتقد أنها تنشأ عند تفاعل
الصورة التي نراها مع الافتراضات التي نحتفظ بها حول العالم وتنقسم المعرفية إلى
أربعة أنواع فرعية، وهي: المفارقات، والخيال، والغموض، والتشويه.
أنماط فن الخداع البصري :
خدع متعلقة بالألوان:
هذا النوع من الخدع البصرية يعتمد بشكل
أساسي على استخدام الألوان بطريقة معينة.
حيث تتداخل الألوان لتراها عين الناظر
بطريقة مختلفة عن الحقيقة المعروضة.
خدع تتعلق بالأشكال
الهندسية:
يعتمد هذا النوع من الخداع البصري على
الأشكال الهندسية، حيث يتم استخدامها بشكل مدروس يتسم بالتداخل.
كما يتم تطبيق بعض النظريات الرياضية،
ومن أبرز الخدع البصرية الهندسية مثلث بنروز.
خدع متعلقة بتحريك الصور:
يعتمد هذا النوع من الخداع البصري على
مجموعة من الصور المتحركة ثلاثية الأبعاد.
حيث إن هناك بعض الصور التي يمكن النظر
إليها أثناء تحريك الرأس في اتجاهات مختلفة، إلا أنها في الحقيقة ثابتة تمامًا ولا
تتحرك.
خدع الخاصة بالقياسات
والأحجام:
هو عبارة عن خداع تتعلق بالأحجام و
القياسات حيث إنه في بعض الأحيان نلاحظ وجود
اختلاف في طول أو قياس خطين متواجدين على نفس السطح مع العلم أنه في الحقيقة يتسم
الخطين أو الشكلين بنفس الحجم والمقاس والطول، إلا أنه تم إضافة بعض الخدع البصرية
التي توحي بالاختلاف في المقاسات.
أشهر الخداع البصرية:
شبكة هيرمان:أساس هذه الخدعة البصرية هو تحول
النقاط البيضاء في وسط كل مربع من الأبيض إلى الرمادي، ويكون لون النقاط بيضاء
طالمًا ركز الناظر عليها، ولكن بمجرد إزاحة نظره عنها تتحول إلى اللون الرمادي.
الراقصة الدوارة:وهي صورة ظلية لراقصة تدور باتجاه
معين، والخدعة في هذه الصورة أنه من الصعب تحديد اتجاه دورانها، حيث يمكن أن تراه
مع عقارب الساعة، أو عكس عقارب الساعة.
زونلر:تبدو الخطوط المستقيمة بأنها تتحرك،
بالرغم من أنها ثابتة.
غرفة إيمز:يظهر شخصان يقفان بغرفة معينة، وحجمهما
مختلف تمامًا بالرغم من أنهم بنفس الحجم.
بونزو:يظهر خطان متطابقان بأحجام مختلفة عند
وضعهما فوق خطوط متوازية تتقارب من بعضها، وتنحسر المسافة بينها باتجاه الأمام.
رواد فن الخداع البصري:
مخترع فن الخداع البصري هو الفنان
فيكتور فازاريلي، حيث إنه رائد مدرسة الباوهاوس، كما أنه أول فنان قام بتقديم
نماذج واضحة عن فن الخداع البصري عام 1955م، حيث عرض مجموعة من اللوحات المميزة في
معارض عالمية.
كما ظهر بعد ذلك مجموعة من فنانين
الخداع البصري، من أبرزهم بريجيب لويز رايلي، إيشر، أوليج شوبلياك، ساندرو ديل
بريتي.
بالإضافة الى فنانين أخرين، من بينهم
الفنان غيسيبي أرشيمبولدو، أوكتافيو أوكامبو، روب غونسالفيس، و شيغيو فوكودا.
