التصميم البارامتري:
هو نهج جديد في العمارة والفنون نشأ مع
النظام الرقمي وبرامجه التطبيقية المتنوِّعة، من أَجل التجديد في التصميم المعماري
وفق نظام حسابي رقمي يقوم على مفهوم المعلومات. فهو يعتمد على إِدراج العديد من
المحدِّدات الخاصة بِالمبنى المراد تصميمه من طول وعرض وارتفاع ووزن ومادة كل عنصر
من عناصره بِهدف تَشكيل قاعدة معلومات يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات خلال
جميع مراحل تنفيذ مجسّم التصميم، ولذا يُعرِّفه البعض بمصطلح (نمذجة التصميم)، أو
التصميم المعياري أو المقياسي أو التصميم المُتغير.
تاريخ التصميم
البارامترية:
ترجع نشأة استخدام مصطلح التصميم
البارامتري إلى المِعماري الإيطالي لُويجي مُوريتي (1907-1973م). فالبارامتري حركة
ظهرت في ستينيات القرن الماضي. ومن أَوائل المعماريين الذين طبقوها الإسباني
أنطونيو جاودي (1858-1926م)، والمعماري الألماني فري أوتو (1925-2015م). وقد حاول
هذان إيجاد طريقة كالطرق الموجودة في الطبيعة تُمكّن من الحُصول على أَشكالٍ
منحنية، يُستعان بِها في بِناء الشَكل الأَمثل للقِباب والأَسطح المنحنية.
وتُعدُّ المهندسة المِعمارية العراقية
الأَصل زَها حديد (1950-2016م) من مؤسسي هذا الاتجاه في العمارة والفنون. وسطع
نجمها في أَوائل الثمانينيات، ولها بصمات بارزة في عالم الهَندسة. فابتعدت عن
الخطوط المعمارية المستقيمة والزوايا القَائمة، واتسمت تصميماتها بالمنحنيات
والخطوط المائلة. واستطاعت بِذلك إِدخال الأَشكال المائلة والمنحدرة في معجم
التَصميم المعماري ولذلك عُرفت بِلقب (ملكة المنحنيات)، وكذلك بِلقب (المرأة
التجريدية)، ولقد سار على نهجها زميلها المعماري الأَلماني باتريك شوماخر الذي يرى
أن العمارة البارامترية استطاعت دمج كل العناصر المعمارية وحوّلتها إلى عناصر أو
مُحدِّدات لوغارتيمية سهلة التحويل والتشكيل، الأمر الذي يساعد على تقوية العلاقات
بين مكوِّنات وأشكال المشروع وعلاقة المبنى بِمحيطه. وتميَّزت أَعماله بانسيابية
مفرطة في الأشكال أتت نتيجة لتطوّر الرسم والتصميم الرقمي، ونتيجة لاختلاط مفاهيم
الفن المعماري بالفن الميكانيكي والفنون الأخرى وخصوصاً الفن التجريدي.
مميزات التصميم
البارامتري:
-الاعتماد على الخطوط المتدفّقة
والمنحنية التي تشبه النسيج وتمتاز بالانسيابية والحركة، وهذا ما يعطي التصميم
الشكل الفريد الذي يجذب إليه الأَنظار.
-يتميز هذا النوع من التصميم باعتماده
على الكيانات الهندسية الحيّة بدلاً مِن استخدام الأَشكال الهندسية الكلاسيكية
كَالمكعب أو الأُسطوانة والهرم وغيرها
-يتميز بسهولة التنفيذ والتصنيع نظراً
لاستخدامه وحدات تكرارية.
-قابلٌ للتعديل والتغيير في أي وقت؛
وعند القيام بأي تعديل في أيّ جزء من أجزاء التصميم يظهر آلياً في باقي الأجزاء،
فهو بذلك يختصر الوقت والجهد الكبيرين الذي يتطلّبهما تنفيذ وتجربة هذه التعديلات
يدوياً.
-تنوّع المواد والخامات حيث يمكن
استخدام الحديد أو الخشب أو الزجاج والورق والقماش والمطاط واللدائن وغيرها، التي
تساعد على إنتاج تشكيلات متنوِّعة تتميز بمحاكاتها الكبيرة للطبيعة.
-جميع عناصره متكيفة ومترابطة بطريقة
سلسة وليِّنة، وإذا نظرت لهذه الأشكال من أي جهة ستجدها متناغمة مع بعضها على
الرغم من اختلاف أشكالها والتأثير على أحدها يؤثِّر على كامل التصميم.
-التَصميم البارامتري يحقِّق الاستدامة
من خلال إعادة الاستخدام والتدوير لمكوِّناته وخاماته المختلفة.
-يصلح للاستخدام في التصميمات الداخلية
والخارجية وحتى في تصميم قطع الأَثاث المختلفة وغيرها.
-يمكن استخدامه كنوعٍ مِن التكسية
للمناطق القديمة والمتضررة من دون إِعادة تشطيبها من جديد.
-وجود حلول مرنة للمشكلات التصميمية داخل الفراغات.
تقنيات العمارة البارامترية :
-النمذجة.
-التمثيل.
-المحاكاة .
-الإظهار .
النمذجة البارامترية :
هي إنشاء نموذج رقمي قائم على سلسلة من
القواعد أو الخوارزميات المبرمجة معرفة باسم المعلمات ، يمكن من خلاله تحديد
العلاقات وطبيعتها وترك حسابات معقدة للحاسب بعد معرفة ما نريد وما هي مدخلاتها.
من حيث المبنى المتكامل فإن التصميم
البارامتري يعتمد على مدخلات وعلاقات
وخوارزميات وصيغ ويقابلها البيم، حيث يعتمد على العلوم الهندسة المختلفة والمتعلقة
بهيكلية المبني على مستوى واجهة وعناصر المبنى، التي يتقنها منهجية التصميم
البارامتري معتمد على نقطة وخط وسطح مؤهل للتنفيذ في أي من مجالات التصميم.
البيم:
هو التمثيل الرقمي للخصائص المادية
والوظيفية للمبنى سواء على مستوى الإنشاء أو تسقيف أو الواجهات المعمارية.
برامج النمذجة
البارامترية :
-النمذجة الترابطية.
-النمذجة الإجرائية.
-نمذجة تدفق البيانات.
-نمذجة المكونات.
نقاط أساسية للنمذجة:
-لا يوجد ابتكارات.
-التكرارات والاختيارات المتعددة التي
يمكن قياسها وتعديلها للرجوع إليها.
-تعديل واحد متكرر بدون خيارات أخرى.
-تقسيم شخصي.
برامج التَصميم
البَارامتري:
بَرامج (Autodesk Inventor) و(3DMax)
ولغة البَرمجة المُختلفة مِثل (Scripting, Grasshopper).
مراحل العمارة الرقمية:
Passive:
تصميم Passive
وفيه استبدل الرسم على الورق إلى الرسم على الكمبيوتر Digital Bar مثل برنامج الأوتوكاد .
Generative:
بعد تحول التصميم Passive
إلى Generative يمكننا اقتراح بدائل
للحلول و قياسها وتقييمها.
Intuitive:
هي إمكانية عمل دراسات لتتجه نحو الابتكار
باستخدام الحاسب، وذلك لا يلغي دور المعماري
بل يعتمد عليه بشكل أساسي، حيث
يعتبر برامج الحاسوب أداة مشاركة في الابتكار
واتخاذ قرارات تصميمية ، مثل أداء العمليات المعقدة من أسس و قواعد و خوارزميات.
يمكننا استخدام تلك التطبيقات في أبسط التصاميم سواء المجوهرات أو تصميم قطع الأثاث أو المنشآت المؤقتة، حيث أصبحت التصاميم البارامترية سهلة وسريعة التنفيذ ، كما أنها تستخدم لإظهار جوانب تقنية تكنولوجية عالية في تشكيل التصميم المعماري.