الوشم الأمازيغي :
يعتبر الوشم عند الأمازيغ طقس من
الطقوس العريقة وارتبط بنظامهم الثقافي ومعتقداتهم والديانات التي اعتنقوها على مر
التاريخ، حيث استخدموا الوشم للتعبير عن انتمائهم وهويتهم، كما ارتبط عندهم بمعاني
الأنوثة والخصب. فانفردت المرأة الامازيغية منذ عصور بالوشم الذي يزين مختلف مناطق
جسدها، منها الرأس والجبين، وما بين الحاجبين والخد والذقن والوجه والكتف والذراع،
واليد والصدر والبطن والظهر، والفخذ والركبة، والقدم، والساقين.
وتقوم الواشمة بملىء جسد الفتاة برموز ذات
دلالات مختلفة، كعلامة زائد (+) التي تخط على الخد والتي تعني حرف التاء في الحروف
الأمازيغية، فالتاء تلاحق الأنثى في جميع مراحل عمرها، فتسمى "تافروخت"
حينما تكون طفلة، ثم تصبح "تاقيت" في مرحلة الشباب، وعندما تتزوج تصبح
"تموطوط"، و"توسارت" حينما تشيخ".
وتستخدم المرأة المتخصصة في الوشم
العديد من الادوات كالإبر الحادة ، والحكل، ورماد الفرن الترابي،
والفحم الأسود، والعديد من الأعشاب العطرية، كما وجب على هذه الأخيرة أن تخضع
لطقوس خاصة بأحد الأضرحة حيث تنام لمدة ليلة كاملة تحت إشراف إحدى الكهنة
أوالكاهنات اليهوديات أواحد المتخصصات في الوشم وذلك من أجل تسلم “بركة الوشم”،
فيما تستلهم أخريات طريقة الوشم من ممارسات محترفات ويحملن المشعل بعدهن.
تاريخ الوشم الأمازيغي:
كانت إضافة الرسوم التوضيحيّة الزخرفية
للجلد ممارسة شعبية منذ العصور القديمة، حيث تمّ العثور على دمى طينية تشير إلى
استخدام المصريين الوشم في وقت مبكر من 4000 قبل الميلاد على مرّ القرون، وقد تمّ
ممارسة أشكال مختلفة من فن الوشم من قبل العديد من ثقافات العالم المختلفة، فعلى
سبيل المثال في فترة حوالي 500 قبل الميلاد، بدأ اليابانيون باستخدام الوشم لأغراض
تجميلية ودينية على حد سواء، وفيما بعد استخدم لوضع علامة للمجرمين المعروفين كجزء
من عقابهم، واستمرّت شعبية الوشم بالنمو على مدى 200 سنة ماضية، وفي القرن التاسع
عشر أصبح للوشم شعبية في إنجلترا بين الطبقة العليا، حيث قامت والدة وينستون تشرشل
بوشم ثعبان حول معصمها، وقد تمّ ربط رسم الوشم في الولايات المتحدة تاريخياً
بالبحارة، والدارجات النارية، والسجناء، لأنّ محلات رسم الوشم تعتبر خطيرة، وغير
مقبولة اجتماعياً، ثمّ تغيّرت العقليّة بشكل كبير عن الوشم في عام 1980، وأصبحت
أكثر شعبية ومتزايدة بين الرجال والنساء من جميع الأعمار.
كما قامت المرأة الأمازيغية (البربرية)
بوشم وجوهها وأقدامها وذراعيها وأجزاء الجسم الأخرى من أجل الجمال والصحة
والحماية، ومع ذلك مع تغير الديناميكيات والتقاليد الثقافية المغربية مع مرور
الوقت والعولمة وتأثير الإسلام في المجتمع
فإن التقليد القديم يختفي بسرعة.
مميزات الوشم الامازيغي:
-الوشم هو تقليد قديم يمارس في
الثقافات بشكل عام ، وفي شمال إفريقيا بشكل خاص .
-ساعد الوشم الأمازيغي في تمييز أفراد الجماعات
المختلفة.
-دلت الرموز داخل الوشم كقوة موحدة،
ومتجذرة بعمق في تاريخ كل مجموعة وغرضها، وأبعد من التجميل .
-بعض الوشم يروي قصص القبائل ، وربط
النساء بأرضهم ، ونقل العلاقات العائلية.
الغرض من الوشم
الامازيغي :
-تعتبر تصاميم الوشم الأمازيغية ، التي
يتم وضعها على النساء رمزية للغاية ويعتقد أنها تحفز الخصوبة وعلاج الأمراض
والحماية من الأرواح أو الجنون.
-يتم وضع الوشم الأمازيغي بالقرب من
العين والفم والأنف، وكانت العلامات ، الموشومة على الفتيات الأمازيغيات في سن
مبكرة ، بمثابة طقوس المرور.
-أصبحت المرأة الامازيغي تتمتع بوشم
إمكانات الأمومة ، وأول وشم للوجه يسمى “سيالا” ويوضع على الذقن من أجل الخصوبة.
-يمكن أن يكون أداة للتعبير عن ثورة الجسد على السائد وعن قضايا
الشعوب وكذلك عن المقاومة والنضال من أجل الحرية.
-استخدام الوشم للتعبير عن الحالة الاجتماعية أو الزوجية وتصوير
الجمال.
معنى رموز وشم المرأة
الأمازيغية:
مع تغير الوضع الاجتماعي للمرأة ، فإن
الوشم عليها سيتطور فاذا كانت المرأة أرملة يكون لديها وشم من أذن إلى أخرى التي ترمز
إلى لحية زوجها الميت.
أما بعض النساء الغرض من وشمهم هو الديكور
فقط وجعلهن جميلات، والعديد من وشم الوجه ، “يشبه المكياج” في الوقت الحالي ، مشيرة
إلى أن الوشم الأكثر شيوعا لدى الأمازيغيات هو علامة مع (+) كما أن رموز الوشم لها
علاقات مع الغطاء النباتي.
أما وشم شجرة النخيل فهو شائع للوجه ،
يتم رسمه كخط مستقيم محاط بنقاط تمثل البذور، ويتم وضعه بين الشفة السفلية .
وينظر إلى الوشم ذو الأشكال الماسية
مثل العين أو الزهرة ، كمصدر للحماية من الأرواح الشريرة.
أما أكثر وشم أستخدم هو رمز للخصوبة ويعتبر أحد
أجمل الرموز التي يمكن أن تكون على وجه المرأة.
طريقة الوشم الامازيغي:
كانت فنانة الوشم ، التي عادة ما تكون
امرأة في منتصف العمر من داخل أو بالقرب من بلدة الفتاة، تأتي أحيانًا لوشم
الشابات من القرى المختلفة، وسيكون لدى عشيقات الوشم لمسة مميزة خاصة بهن على
التصاميم الخاصة بالفنان والمنطقة، وعند الوشم
استغل الفنان الفرصة لتقديم المشورة والإجابة على الأسئلة ومشاركة الأخبار
مع المرأة التي يتم وشمها.
وصنعت فنانات الوشم حبر الوشم بعدة
طرق، لأنها واحدة من أكثر هذه المستحضرات شيوعًا هي عصر أوراق الفاصوليا العريضة
إلى جانب الصبغة، ويستخدم الوشم أيضًا إبر حادة وبخور وفحم أسود وأعشاب عطرية.