الطراز الدولي :
الأسلوب الدولي في العمارة أو الطراز
العالمي هو طراز معماري يطغى على مباني العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين،
التي كانت تتسم بأنها خالية من الخصائص الإقليمية، وتشدد على الوظيفية، وترفض كل
عناصر الديكور وعادة النمط الأفقي يؤكد جوانب مبانيها. المصطلح عادة ما يشير إلى
المباني والمعماريين في الفترة المكونة للحداثة، قبل الحرب العالمية الثانية. سمي
بهذه التسمية لكونه ظهر في مناطق مختلفة من العالم بنفس الوقت، أي عولمة لفكرة
واحدة.
تاريخ الطراز الدولي:
ظهر مصطلح الطراز الدولي عام 1932 في
الولايات المتحدة، ليميز الأسلوب الجديد للعمارة الأوربية الحديثة في عقد
العشرينات من القرن العشرين. وهو الأسلوب الذي ابتكر لأول مرة من قبل معماريين
امثال فرانك لويد رايت ووالترغروبيوس وغيرهم في الحقبة التي سبقت الحرب العالمية
الأولى، ثم استمرت في الانتشار في منتصف العشرينات لاحقا. تجسدت معالم الأسلوب
الدولي في مبادئ مدرسة باوهاوس، وفي المعرض الفني الذي اقيم في شتوتغارت عام 1927،
وبلغ ذروته في أعمال مس فان دي رو.
العوامل التي أدَّت إلى ظهور الطراز الدولي:
نشأ الطراز الدولي بسبب ثلاث ظواهر
أساسيّة واجهت المعماريين في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20، ألا وهي:
-ظهور الانتقائية في العمارة بحيث لم
يكن هناك علاقة مباشرة بين شكل المبنى ووظيفته مما أدى إلى رفض المعماريين إحياء
الأساليب التاريخية، وبدلًا من ذلك، دعوا للعودة إلى أساس العمارة من حيث الشكل
والهيكل والتناسب.
-توجّه العالم بعد نهاية الحرب
العالميّة الى إعادة الإعمار والتأهيل فهتم المعماريين بعمل مبانٍ اقتصادية منخفضة
التكاليف، تخدم مجتمعا سريع التصنيع.
-شكّلت التكنولوجيا عاملًا حاسمًا،
خاصّةً نتيجة توفّر الحديد والفولاذ المنتج بكمّيات كبيرة ورخيصة الثمن. فبدأ
المهندسون بدمج هذه المواد في الأبنية.
مبادئ الطراز الدولي:
أن هذه الاتجاهات التي تبنّاها
المعماريون في جميع أنحاء العالم من شأنها أن تؤدي إلى عمارة حديثة، وخالية من
المواد المحليّة والعناصر الشخصيّة والإقليمية. كما رأى آخرون أن الطراز الدولي قد
أعلن استقلاله عن المتطلّبات الفريدة للثقافة، والمناخ، والمكان والزمان أيضًا.
فاعتمد الطراز الدولي على
عدّة مبادئ أساسيّة منها:
-ركّز على الحجم بدلًا من الكتلة، أي
على التعامل مع الحيّز والمستويات التي يشغلها المبنى.
-وأعتمد على الانتظام، بحيث يعكس الشكل
البصري للمبنى والإيقاع المنتظم للنظام الإنشائي.
-استخدم المعماريون مواد أنيقة تحقّق
نسبا جميلة بدلًا من اعتماد الزخرفة المنتشرة.
-ارتبطت هذه المبادئ مع المرونة ،
ولاسيّما مرونة المخطّطات.
مميزات الطراز الدولي:
تتميز عمارة الطراز الدولي بعدّة ميزات
منها:
-هياكل الطراز الدولي عديمة الوزن
بصريًا فأعتمد الهيكل على إطارات معدنية بدلًا من الجدران ، وذلك نتيجة للاستخدام
الواسع للزجاج والصلب.
-أغلب ما استخدموا الخطوط المستقيمة أي
المستطيلات أو المربّعات، بدلًا من المساقط الدائرية. وفضِّلت الخطوط المستقيمة
أكثر من الأقواس لتشكيل الفتحات (الأبواب والنوافذ).
-تجنّب الأسقف المتعرّجة والبارزة،
وبالتالي تفضيل الأسقف المستوية، ممّا شجّع على إدخال الأسطح المتدرّجة.
-تجنّب الزخرفة وتزيين الجدران
والأسطح، حيث استخدموا أحيانًا الفنون الناعمة للزينة، وفضّلوا الطلاء أحادي اللون،
خاصّةً اللون الأبيض.
-حلَّت بعض الاعتبارات مثل الجمالية،
والوظيفية، واعتماد التقنية، وبساطة التفاصيل في نهج التصميم.
-لا يعترف الطراز الدولي بالتسلسل
الهرمي لأنواع المباني.
-تخفيض تكلفة البناء وتقليص زمن
البناء، إذ استخدموا في الغالب مواد مسبقة الصنع.
-لا تتوافق المباني مع المناخ، مما
يجعلها تتطلّب تطويرًا وضوابط واسعة للمناخ الداخلي، مثل استعمال مكيّفات الهواء
والسخّانات وغيرها العديد.
خصائص الطراز الدولي:
-يتسم الطراز بالوضوح والتعبير من خلال الخطوط المستقيمة والزوايا القائمة.
-خلق مساحات متداخلة وربط الفضاء الخارجي بالداخل، بالإضافة لعدم التماثل.
-مبانيها خالية من الخصائص الإقليمية،
وتشدد على الوظيفية، وترفض كل عناصر الديكور وعادة النمط الأفقي يؤكد جوانب
مبانيها.
-ارتبطت العمارة الحديثة بصيغة التكرار
(المتطابق) سواء على مستوى الجزء (البناية) من خلال المبالغة في تكرار المعالجات، والعناصر،
والأشكال المجردة، أو على مستوى الكل (المبنى) .
مدارس الطراز الدولي:
-باوهاوس.
-دي شتيل.
-بنائية.
أشهر رواد الطراز الدولي:
-مس فان دي رو.
-فيليب جونسون.
-غيريت ريتفيلد.
-والترغروبيوس.
-لو كوربوزييه.
-لويس كان.