فن نسيج الكليم :
يعتبر فن نسيج الكليم من أكثر الفنون
أصالةً وعراقةً، وبمجرد النظر إليه يمكن بوضوح رؤية مظهرًا من مظاهر الفن والأناقة،
ولكنه ما زال يحتفظ بكونه بسيطًا، وبصورة عامة، يُعد الكليم نوع من الأعمال
اليدوية التي لا تحتوي على زغب، بخلاف صناعة السجاد، كما أن قوام الكليم أكثر
شيوعًا بين البدو والريفيين.
فهو نسيج خالي من الوبر منسوج بشكلين
من الخيوط، عمودية ورأسية. ويستخدم النساجون المنوال في صناعته،
ونسيج الكليم مركزي أشتهر في القبائل البدوية، ويتكون الكليم من عدة غرز، مما يجعل
الكليم يبدو رقيق مسطح، كما يتشابه جانبي الكليم الأمامي والخلفي، ويهتم النساجون
بالأشكال الهندسية المبدعة في تصميم الكليم، وقد ترمز الأشكال التي يستخدمونها إلى
عادات وتقاليد معينة تخص القبائل التي نسجت الكليم.
فقد تميزت كل قبيلة باستخدام أنواع من
الصوف بدرجات مختلفة، كما ساعد الاختلاف في المهارات اليدوية على تنوع نسيج الكليم
عبر الأجيال، وفي نهاية القرن الرابع عشر انتشرت بُسط الأناضول على نطاق واسع
وأصبحت تجد منها في كل بيت، كما تم تصديرها لدول العالم، وتعد البطانية المنسوجة
بتقنية السماق من أقدم أنواع السجاد التركي المسطح، ويعد الكليم مورثًا ثقافيًا
حافظ على توثيق الحياة البدوية بمختلف قبائلها والعادات الاجتماعية والنفسية
والأنثروبولوجية، وظهر ذلك في التصميم والألوان.
تاريخ فن نسيج الكليم:
تطورت صناعات الكليم والنسيج المسطح ما
بين القرنين السابع والثامن عشر، ويُمكن القول بإن تركيا من أولى البلاد التي بدأت
في تلك الصناعة، وكذلك، كردستان وبلاد فارس، وأوروبا والمناطق المحيطة بها، كما يعمل
الكليم التركي التقليدي على تجسيد الاختلافات الموجودة في أسلوب البساط بدون خيوط
من منطقة لأخرى، في حين أن الأسلوب العام منذ العصور القديمة عُرف بهندسة جريئة
على الطراز القبلي، وقد استمر تأثيره على مجموعة كبيرة من أساليب الكليم في أجزاء
مختلفة من العالم، وقد احتوت الجوامع في تركيا غالبًا على الكليم التركي العتيق
باللون الأحمر الغني ودرجات الألوان الترابية.
واشتهر الكليم على مر العصور في
الحضارات المختلفة فقد عُثر على أول كليم منسوج في مقبرة تحتمس، وقد سُمي “غطاء
الملكة” ونُسج في الأناضول عام 2300 قبل الميلاد، وعُثر عليها في عمليات البحث
والتنقيب في طروادة، وعُثر أيضًا على سجاد منسوج بشكل مسطح جنوب سيبيريا، وهو نوع
من النسيج يُنسج في بيرو وهو مشهور بشكل كبير منذ العصور القديمة، وتعود كلمة كليم
إلى اللغة الفارسية وانتقلت بسبب التجارة إلى اللغات المختلفة مثل العربية
والقوقازية وغيرهم ويطلق على كل أنواع البُسط ماعدا السجاد.
وقد كان سجاد الكليم العتيق هو ما
يُسلط الضوء على أنواع الخيوط الطبيعية المتاحة لمن يعملون به، وأكثر أنواع سجاد
الكليم القديم والحديث الذي اشتهر جدًا كان الإقليمي الذي ينحدر من (مدن ومحافظات
وسط الأناضول، وأراضي بحر إيجة، وأراضي البحر الأبيض المتوسط، وأراضي الأناضول
الشرقية).
استخدامات فن نسيج الكليم:
- عمل أكياس .
- عمل أحذية .
- سجاد الصلاة .
- غطاء للسرج .
- تغطية أرضيات المساجد والخيام وحمايتها .
- سجادة حائط .
- يستخدم في فرش المقاعد .
- يستخدم في فرش الممرات في المنازل والفنادق .
- تم الاحتفاظ بها كمصدر فخر أو إرث للعديد من ثقافات البدو الرحل .
مميزات فن نسيج الكليم:
- هو عبارة عن سجاد بدون دعامات أو منسوجة.
- يعتبر من التصاميم الهندسية بألوان غنية ورائعة.
- يتميز الكليم المنسوج بالصوف بأنه سميك ومتين .
- يتميز الكليم أنه مصنوع يدويًا من مادتين خام هما شعر الماعز
والصوف .
- هو مصنوع تقليديًا فيه أجزاء من الشرق الأوسط والمناطق المجاورة
مما يجعل له مكانة كبيرة.
- له تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين وكذلك ظهور العديد من الإمبراطوريات
التي أدت الى تغيير طريقة نسج الكليم مع كل ظهور وإياب لإمبراطورية جديدة.
أنواع فن نسيج الكليم:
- الكليم مسطح.
- الكليم أحادي الجانب.
- كليم منقوش رقيق.
- كليم قشقاي.
- كليم شاهسوني.
- كليم هارسين.
- الكليم البلوش.
- كليم فارس.
- كليم حلقي.
- عروات الكليم.
- كليم اللحمة منحنية الملمس.
- سيسيم.
- زيلي.
مراحل فن نسيج الكليم:
- التصميم.
- الألوان.
- النول.
التصميم:يتم تصميم الكليم مع الحفاظ على نمط
التصميم الخاص بكل نوع من الكليم.
الألوان:يتم اختيار الألوان بعناية والتي تناسب
التصميم.
النول:ثم يبدأ العمل على النول، وتختلف كل
قطعة في تصنيعها من حيث الوقت والجهد واستخدام الألوان.
طريقة عمل فن نسيج
الكليم:
يتم صناعة الكليم عن طريق نسج اللحمة
والسداء بإحكام بالغ الشدة من أجل عمل سجادة مسطحة، ويُعتبر عدم وجود أي كومة من
السمات المميزة لسجاد الكليم، وطريقة النسج التي يتم استخدامها لصناعة الكليم
تقنيًا تكون من خلال نسج النسيج بحيث يتم فيه سحب الخيوط الأفقية إلى أسفل بإحكام
بحيث تغطي تمامًا خيوط السداء العمودية وإخفائها.
وبعد هذا حتى يتم البدء في نسج الكليم، يتم شد خيوط السداة المصنوعة من القطن أو الكتان أو الصوف بإحكام شديد على نول رأسي، ثم يقوم الحائك بنسج خيوط اللحمة بألوان زاهية بواسطة الالتواء من أجل إنشاء النمط المطلوب، ويجب العلم بأن السجادة لا بد أن تكون منسوجةً بإحكام بحيث لا تظهر أي علامة على خيوط السداة العادية، وعند الانتهاء من نسج السجادة يتم ربط خيوط الالتواء معًا لعمل هامش.