تقنية المونوتيب

 

قد تجد أنه من الصعب تحديد الفرق بين اللوحة الفنية السيئة والجيدة، ولا يمكنك الوثوق برأي الخبراء دائماً، وما يجعل اللوحة الفنية ناجحة هي عدة معايير وشروط من الضروري أن تتوافر فيها، وأن تتواجد مع بعضها البعض بشكل متناسق ليخرج لنا في النهاية عمل فني جيد التنفيذ، وعلى الرغم من وجود الكثير من اللوحات الفنية التي لم يتم تقبّلها بشكل جيد، تُعتبر هذه اللوحات الآن من القطع المميزة بسبب تغير المجتمع والأذواق والثقافات التي جعلتها مميزة.

معايير اللوحة الفنية الناجحة:

الألوان:يعتبر التخطيط المسبق للألوان التي سوف يتم استخدامها في اللوحة أحد المعايير المهمة لاستخراج لوحة فنية ناجحة، فهو يجعل الرسم أسرع وأسهل وبالتالي يبقى التركيز على فكرة اللوحة الرئيسية وإلهامها وتكوين مخطط ألوان مدروس بدقة عالية وذلك في حال تم اتخاذ القرار بماهية الألوان المُستخدمة.

النقطة المحورية:تعتبر النقطة المحورية هي مجال الاهتمام الأساسي في اللوحة، أي المكان الذي سوف تتوجّه إليه عين المُشاهد، على سبيل المثال عن ماذا تتحدّث اللوحة؟ وما هو الموضوع الأساسي التي تُشير إليه، وحتى تُصبح اللوحة الفنية لوحة ناجحة عليك تجنّب وضع النقطة المحورية في وسط اللوحة أو أفقياً أو عمودياً أو قرب الحواف، وغالباً ما تكون النقطة المحورية الصحيحة هي المكان الأعلى تبايناً في اللوحة أو عند الحواف الحادة منها.

النضارة:عند مباشرتك في رسم اللوحة لأول مرة يسيطر عليك الحماس بشأن المشهد الموجود في مخيلتك وترغب في وضع كامل طاقتك لما تريد أن ترسمه، ومن الممكن أن لا تكون الأشياء مكتملة أثناء الرسم كما تتخيل، بل سوف تجد بعض الأخطاء التي لم تكن على علم بكيفية إصلاحها، وبالتالي سيضيع حماسك، لذلك من الضروري أن تحافظ على نضارة اللوحة الفنية وإذا أحسست بتعب أو إرهاق استرح قليلا ثم عُد للمتابعة؛ لأنك قد تضرّ اللوحة بسبب لمساتك الكسولة وغير المهمة، وحاول دائماً أن تحافظ على تركيزك وتذكر سبب إلهامك لرسم اللوحة والشيء الذي دفعك لترسمها.

المهارة والتقنيات:إحدى أكثر المعايير القابلة للاختبار والمقارنة هي التقنية المُستخدمة ومهارة الفنان، إذ أنك عندما تشاهد لوحة فنية قد يكون باستطاعتك تحديد مهارة رسمها والتقنيات التي تم استخدامها في رسمها من خلال مقارنتها مع لوحات أخرى، فقد يكون الحكم على التقنيات والمهارات شيء صعب، ولكن مع الممارسة والتكرار ستصبح قادراً على فهم اللوحات أكثر وتكون قادراً على معرفة ما هي اللوحة الفنية الجيدة وما هي السيئة.

التفرد:قد تكشف اللوحة الفنية الجيدة مواضيع جديدة أو مواضيع قديمة قُدّمت بطريقة لم يتم تنفيذها من قبل، أي عندما تنظر إلى اللوحة تسأل نفسك ما إذا كانت تختلف عن غيرها من الأعمال الأخرى التي شاهدتها، وإذا لاحظت شيئاً مختلفاً ستقرر ما إذا كان هذا الشيء الفريد والمميز يشتت انتباهك عن اللوحة أو الفكرة أم أنه يعززها.

كيفية تحليل العمل الفني:

الخط:يعتبر الخط لبنةً أساسيةً في عملية التحليل للقطعة الفنية، وذلك لأنّه يخلق أشكالٍ مختلفة ومعقدة، أو ينقل الناظر من مكانٍ معيّنٍ إلى مكانٍ آخر ضمن إطار اللوحة.

القيمة:هي درجة الإضاءة الموجودة في اللوحة، وهي التباين الموجود بين اللونين الأبيض والأسود وباقي الألوان الموجودة بينهما، ويمكن تقييم قيمة اللوحة باستخدام الألوان الأخرى غير الأبيض والأسود، والتباين هو الفرق الشاسع بين الألوان.

الشكل:تُحلّل الأشكال المرسومة في اللوحات الفنية نظراً إلى زواياها، ومنحنياتها التي قد تتغير إذا نظر الشخص لها من أبعادٍ مختلفة والذي يُسمّى بالرسم المنظوري، وقد بيّنت التحاليل الفنية للأشكال بأنَّ كلاً منها تعبرُ عن شيءٍ معيّن؛ إذ تُظهر المستطيلات والمربعات الاستقرار والقوة، أمَّ الأشكال الدائرية والبيضاوية تمثّل الحركة المستمرة، والمثلثات تدفع الشخص بالنظر إلى أعلى، أمَّا المثلث المقلوب يعطي شعوراً بالتوتر وعدم الاتزان.

اللون:يعتبر اللون هو أكثر العناصر ظهوراً وقوةً في اللوحة، ويستخدم غالباً لإعطاءٍ جوٍ معينٍ للصورة؛ إذ يستخدم لإظهار الإضاءة، أو النمط، أو الرمزٍ، أو الحركة، أو الانسجام، أو المزاج، أو الأسلوب، أو التباين، أو الشكل.

الفراغ:يعبر الفراغ الموجودة في اللوحات الفنية على الأبعاد الثلاثية، أو يعطي شعوراً بالعمق فيها، كما يعبّر عن نظرة الرسّام الطبيعة الموجودةِ حوله وطريق تفسيره لها في اللوحة، والفراغ الموجودة حول المادة الأساسية للرسمة تسمّى الفراغ السلبي، أمَّا المساحة المملوءة بأشياء أساسية تسمّى الفراغ الإيجابي.

الملمس:يبيّن الملمس جودة اللوحة من خلال الشعور التي تُعطيه للمحلل، ويكون لكل شكلٍ فيها ملمسٌ معيّن، كما يمكن لبعض الرسّامين نقل الملمس للمتلقي بصرياً، كما أنّهم يستخدمون الخطوط، والتظليل، والألوان لإعطاء القوام المضبوط للرسمة.

التذوق أو النقد الفني:

التذوق هو الشعور والإحساس والوجدان الذي يحكم به الشّخص على العمل الذي أمامه سواء شعر بالارتياح أو عدمه، وعند النقد والتذوق تكون المصالح الشخصية بعيدة عن التحكيم وإصدار الحكم على العمل الفنيّ، فالتذوّق الفني هو إيجابيات يذكرها الناقد أو المتذوق يشجع بها الفنان للتقدم في فنه، وسلبيات يذكرها الناقد لتوجيه الفنان بها حتى يحاول تلاشيها في الأعمال الأخرى، ولكن للأسف اليوم يعتبر البعض أنّ التذوق هو نقد سلبي يركز فيها الناقد على السلبيات دون توجيه الفنان وهذا ما يزعجه عندما يركز الناقد على الأخطاء التي تظهر بوضوح دون إدراك الجمال وخفايا العمل الفنيّ.

العناصر الأساسية للتذوق العمل الفني:

- الإدراك والوصف.

- التحليل والتفسير.

- التقييم وإصدار الحكم .

- التنظير ومناقشة طبيعة الفن.

مقومات تذوق العمل الفني:

الذوق الفني:قد يكون المتذوق أو الناقد هو الشخص الذي يحاول أن يفسر ويوضح العمل الذي أمامه، فيقوم بتتبع العمل التشكيلي ويكشف رمزه ودلالته التعبيرية، فيكمن القول إنه استخدام العين في التمعن والاستمتاع بجمالية العمل الفني.

الخبرة الفنية:أي على المتذوق أن يكون لديه إلمام وخبرة وتجارب من خلال احتكاكه بالفن والفنانين ومعايشته للواقع والعمل الفني، ومن خلال هذه الخبرة على المتذوق أن يتّصف بالشمولية والموضوعية.

المشاركة الوجدانية:وهو الإحساس العميق بجوهر العمل الفني، واستحضار التجارب والواقع والقضايا التي من خلالها يستخدمها الفنان في صنع فنه، وأيضاً يمكن أن يستقرئ مشاعر وخواطر وأفكار الفنان حتى يشكل صورة واضحة عن التحفة الفنية التي أمامه.

عناصر أساسية للتحليل اللوحة الفنية:

- شكل اللوحة.

- ماذا تعني اللوحة .

- معرفة مصدر اللوحة.

- معرفة توقيت ومكان اللوحة.

- نوع الإضاءة في اللوحة.

- المقارنة بالأعمال الفنية الشبيهة للوحة.