رسومات الأطفال:
هي تلك التخطيطات الحرة التي يستخدمها الأطفال كلغة يعبرون فيها عن ما
في داخلهم على أي سطح كان منذ بداية عهدهم بمسك القلم أو ما شابه ذلك إلى أن يصلوا
إلى مرحلة البلوغ.
أهمية تحليل رسومات الأطفال:
- تعد رسومات الاطفال مصدراً للمتعة
والإثارة العقلية للطفل، ويقدم فرصة لتحقيق الذات وتجديدها.
- تساعد رسومات الاطفال على التواصل
والتخاطب مع الاخرين.
- تساعد رسومات الاطفال على الخيال
والإبداع.
- تفهَم طبيعة الطفل من نواحي النمو
العقلية والنفسية والجسمية.
- تحليل الشخصية من الرسم والكشف عن
الأسوياء وغير الاسوياء.
- الارتقاء بمعدل الذكاء والاستعداد
الخاص للعمل.
- أما تحليل الرسم في علم النفس فتساعد
رسومات الاطفال على الكشف عن الأمراض النفسية للطفل من خلال تعبيراته ورسومه.
- إدراك سمات التعبيرات الخاصة بالذكور
والأناث والأطفال البالغين في رسوماتهم.
القواعد الأساسية في تحليل رسومات الأطفال:
- شكل الرسم.
- مساحة الرسم.
- نوعية الخطوط.
- الألوان المستعملة.
- الضغط على الورقة.
ابعاد تحليل رسومات الأطفال:
البعد التعبيري: (الشكل
– موقع الرسم- الالوان):
شكل الرسم:
تبرز من خلاله نوعية الخطوط المستعملة
في الرسم، فيما إذا كانت مستقيمة أو منحنية، رفيعة أم غليظة. فالخط الخفيف جداً
يكون مؤشر إما انه يشعر بتقدير الذات منخفض أو لديه مشاكل مع أشخاص داخل الأسرة،
ومحو الخطوط يدل على وجود مخاوف بشكل عام أو انه يحاول إلغاء الأشخاص الذين يشكلون
له إزعاج.
موقع الرسم:
تتمثل في المكان الذي يرسم فيه الطفل
والمساحة التي يختارها، فإذا كان في وسط الورقة يدل على إدراك الواقع أو التمركز
حول الذات، اما الرسم في جزء صغير في الورقة غالبا ما يدل على فقدان الأمن أو
الخجل.
اختيار الألوان:
كل لون مستعمل في الرسم له دلالة خاصة
به، وغياب الألوان يوحي إلى غياب العاطفة ، واستعمال عدد قليل من الألوان يدل هذا
على رغبة الطفل بالانعزال و الشعور بالوحدة وإحجامه على إقامة العلاقات مع الأخر
أو ضعف الاتصال مع الواقع.
البعد الاسقاطي:
وهي الأفكار أو الرموز نتعرف من خلالها
على البنية النفسية للطفل، وتسمح لنا باكتشاف (شخصية) الطفل كما يتضح لنا إسقاط الطفل لأحاسيسه
وأفكاره ونظرته الى العالم، وفى بعض الحالات يقدم الطفل المعنى الظاهر للرسم الذي
يرمي الى البعد القصصي.
البعد القصصي:
إن البعد القصصي للرسم يبين لنا
الطريقة التي يستعملها الطفل لتقديم معنى الأشياء التي يمثلها، والتعليقات التي
تصاحبه، فأثناء تطبيق هذا النشاط يبدأ الطفل بالتعبير بكل حرية عن رسمه بنقل
ذكرياته، وطرائفه، وتمثيلاته، الخاصة بمراكز اهتمامه، وانشغالاته وأذواقه.
مراحل الرسم عند الأطفال حسب العمر:
أظهرت دراسة الرسومات المبكرة للأطفال
أن هناك تطور في تلك الرسومات، حيث تعد كمؤشر يوضح لنا مدى نمو الأطفال في المقدرة
على الرسم، وفي زيادة السيطرة على الخط والشكل، ومن ناحية أخرى التقدم في الرسم هو
تعبير عن التفتح التدريجي لعقل الطفل، فالرسم مثل الكلام وسيلة للتعبير.
مرحلة التخطيطات
العشوائية (2-4) سنوات:
يعمل الطفل أنواعاً مختلفة من الخطوط،
حيث ينتقل بين التخطيط العشوائي، والدائري، والتخطيط المسحي، ورغم أنه لا يستطيع
الرسم بسبب نقص اتزانه العضلي، إلا أنه يحظى ببهجة طاغية من خلال الشخبطة، ويقوم ما
بين الثالثة والرابعة بتصوير الشكل الانساني، حيث يبدأ بخط دائرة تشكل الرأس،
ومنها تتفرع خطوط لتشكل الأيدي والأرجل، ويكون الجذع مجهولاً فهو يبدو غير مهم له،
وبعد فترة قصيرة يرسم عينان كبيرتان داخل الدائرة، ويكون الوجه أكثر مناطق الجسم
دلالة لدى الطفل ويليه في الأهمية الأطراف.
المرحلة الرمزية (4-9) سنوات:
يربط الطفل التفكير بالواقع بتمثيل
رمزي مع تأكيد التغيير في الرموز بحسب انفعالاته، ويطغي على رسومات الاطفال في هذه
المرحلة عمليات الحذف والمبالغة، ففي سن الرابعة والنصف يرسم الطفل لأول مرة جذع
الشخص، وفي الخامسة يصبح الطفل أكثر معرفة بخروج الأيدي والأرجل من المكان الصحيح،
لكن في حالة تضمنت الرسوم أذرعاً ممتدة من الرأس لدى أطفال السابعة والأكبر سناً
فإن ذلك قد تعكس تأخر في النمو أو ظروف مرضية.
المرحلة الاصطلاحية
(9-11) سنة:
يبدأ وعي الطفل بالمظاهر التي حوله
وبالصورة التي يصطلح عليها الناس وتتجه تعبيراته تدريجياً نحو الرؤية البصرية،
ومقومات جديدة كإدراك القريب والبعيد والاحجام والتفاصيل، فنجده يرسم الجسم مع
الرأس ويظهر أكثر التفاصيل على العين والأذن والأنف، ويبدأ التمييز بين الجنسين في
رسومه من خلال الملابس.
المرحلة الواقعية
الكاذبة (11-13) سنة:
يقل الرسم نظراً لتغييرات المصاحبة مع
البلوغ ، وتظهر المواهب والقدرات الخاصة، وتبدأ اتجاهات التعبير في تميز الرسم بين
الاتجاه الذاتي او الحسي وبين الاتجاه البصري. حيث تزداد التفاصيل في رسومات
الأطفال، وتصبح دقيقة وجيدة المنظور كلما تقدم الطفل في العمر الزمني وازداد نموه
العقلي.
تحليل الألوان في رسومات
الأطفال:
اللون الأزرق: يتصف الطفل المحب للون الأزرق بالهدوء
والاتزان وربما الانطوائية، ويميل للبقاء في الأماكن الهادئة بمفرده ولا يحب
التخالط مع الكثيرين لأنه غالباً ما يكون خجول.
اللون الأخضر: طباع الطفل المستخدم للون الأخضر تشبه
طباع الطفل السابق الذي يفضل اللون الأزرق، فهو طفل هادئ وخجول ومنطوي، ولكن يميل
إلى الكسل والبرود والتثبيط.
اللون الأصفر: لون السعادة واللطف، يميل أغلب الأطفال
إلى استخدام هذا اللون في رسوماتهم، وهو لون ملفت للنظر ويكون الطفل مبتهجاً
ومليئاً بالطاقة والحيوية، وأحياناً تخبرنا الزيادة في هذا اللون إلى الاضطرابات
النفسية والعاطفية.
اللون البرتقالي: يشير اللون البرتقالي إلى الاجتماعية
والانخراط في الأفراد وحب المشاركة، كما أن الطفل يكون مندفع وحركي ونشيط ويحب
التواصل مع الأشخاص المحيطون به.
اللون الزهري: وهو اللون الوردي الذي يأخذ الطفل إلى
عالم حالم وحساس، فهو لون التفكير والإبداع والحلم، ولا يقتصر استخدامه للفتيات
فقد يستخدمه الفتيان على حد سواء.
اللون الأحمر: يجب الانتباه إلى شدة هذا اللون أو مدى
الاعتماد عليه، فهذا اللون مفعم بالطاقة العالية والحيوية، ولكن في حال أكثر الطفل
من استعمال هذا اللون واعتمد عليه اعتماداً تاماً فهذا يشير إلى العدوانية وعدم
التوازن.
اللون البني: وهو لون متوازن وراقٍ يميل الأطفال إلى
استخدامه باعتدال وتوازن، ولكن إذا لاحظت على طفلك تكراراً في استخدامه فهذا يدل
على أن الطفل أكبر من فئته العمرية ويميل لتحمل المسؤولية.
اللون البنفسجي: وهو لون هادئ ويشير استخدام طفلك
المتكرر لهذا اللون إلى الكآبة وعدم الرضا لدى الطفل فقد يكون هادئاً أكثر من الحد
الطبيعي.
اللون الأسود: لا يعني هذا اللون الكآبة دائماً، فقد
يرتبط بالمشاعر السلبية والاضطرابات والأماكن المظلمة وقد يكون استخدام الطفل له عابراً،
ولكن في حال الإكثار من هذا اللون يجب البحث عن أسباب هذا وعلاجها إذا كانت تسبب
مشكلة.
تحليل رسومات الأطفال ومدلولاتها:
رسم البيت: في حال رسم الطفل منزل له أبواب كبيرة
ونوافذ كثيرة هذا يشير أنه ذو نظرة ثاقبة، أو يمكن أن تكون دلالتها حب الطفل لرؤية
الأشخاص ما يجري بداخل منزلهم، كما أن رسم المنزل مع تفاصيل جميلة يدل على نظرة
الطفل الإيجابية لأسرته ومنزله.
رسم الحيوانات: رسوم الحيوانات دليل على الشخصية
اللطيفة لدى الطفل وحبه مساعدة الآخرين، فالطفل الذي يكرر رسم الحيوانات الأليفة
يكون حب المساعدة طبعاً غالباً عليه وحماية الآخرين والدفاع عنهم.
رسم البحر: غالباً ما يترافق رسم البحر مع الشاطئ
ويلون بلون أزرق أو نيلي وهذا يدل على الهدوء والرفق واللين والاتجاه نحو الاتزان
في حل المشاكل.
رسم للشمس: فعندما يطلب من طفل رسم الشمس، فقد يرسمها بأحد هذه الأشكال فإما أن يرسمها كاملة وصفراء ومبتسمة وهذا يشير على الرضا والفرح والتفاؤل بالحياة ويمكن أن يرفقها مع قوس قزح أيضاً، أو قد يرسمها في زاوية الورقة بشكل جزئي وهنا تشير إلى القلق بشأن شخصيات السلطة، أو يرسمها في سماء ملبدة وغائمة تكاد أن تظهر وهذا يشير إلى الحزن والكآبة واليأس في حياتهم.