الفن القبطي:
هو الفن المصري القديم بعينه، ولكن
الاختلاف يعود في زمن الفن. إذ ان الفن المصري كان ينقش على معابد وهياكل المصريين
والفن المصري الأوسط وإلى الآن ينقش على كنائس وهياكل المسيحية برسوم
مستوحاة من قصص الأنبياء والأحداث الدينية، من بينها: رسوم للسيدة العذراء والسيد
المسيح، الملائكة الرسل، القديسون، الشهداء، مواضيع من التوراة والإنجيل.
فكان الفن القبطي في بدايته يشبه
كثيراً الفن البيزنطي اليوناني لذلك لم يكن هناك اعتراف بشيء يسمى الفن القبطي.
وكان السبب وراء هذا التشابه هو ارتباط الكنيسة القبطية مع الكنائس المسيحية بشكل
عام. ولكن منذ أن انفصلت الكنيسة القبطية عن الكنائس الغربية فأصبح لها وجود مستقل
بعيداً عن الفنون البيزنطية اليونانية وتخلص الأقباط من كل ما هو له علاقة بذلك
الفن البيزنطي اليوناني.
تاريخ الفن القبطي :
هو الفن الذي أقيم في عصر الروماني
نيرون على يد المسيحيين ومن خلاله أصبحت الديانة الرسمية للرومان هي الديانة
المسيحية. مما أنتج هذا الفن بواسطة المسيحيين في وادي النيل من حوالي (313) م حتى
دخول العرب مصر عام 641 م وموجود حتى الآن في الكنائس، فكانت المسيحية قد ظهرت في
عهد الامبراطور الروماني نيرون عام 54م وانتشرت بسرعة بين المصريين، وأصبحت
المسيحية الدين الرسمي في الإمبراطورية الرومانية والدول التابعة.
مميزات للفن القبطي:
- يتميّز الفن القبطي بأنه فن شعبي
وليس فنا ملكيًا أو امبراطوريًا.
- يمتاز الفن القبطي بالبساطة
وبالبناء الهندسي غير المعقد.
- فن ارتجالي بسيط لان الرهبان الذين
كانوا يشرفون عليه لم تكن لهم دراية تامة من الناحية الفنية.
- لا يوجد إشراف أو دعم مادي للشعب فالكل
ينفق على فنه من ماله الخاص.
- البعد عن محاكاة الطبيعة وتقليدها،
فالرسوم كانت محورة ورمزية وتظهر مميزات الاشكال المرسومة فقط.
- تميز الفنان القبطي عن الفنان
البيزنطي في تصوير صور القديسين حولها هالة من النور في حين الفنان البيزنطي كان
يرسم تاج على رأس القديس.
- يتم عرض صور القديس والقديسة كألوان وفرحة
مشرقة ليوضح موضوع عقائدي إذ يبرز الفرحة بالحياة الأبدية التي نالها هذا القديس
أو هذه القديسة.
رموز الفن القبطي :
عند نشأة الفن القبطي في قديم الزمان
قام الرهبان باتخاذ بعض الرموز من الطبيعة. ليستخدموها في التعبير عن أشياء معينة
في لوحاتهم وكان لكل رمز تعبير مختلف عن الآخر.
رمز التمساح: فقد كان التمساح خلال العصر القبطي هو
علامة من علامات نهر النيل. لذلك فإن الأقباط اتخذوا من التمساح علامة مميزة لهم.
رمز السمكة: يوحي هذا الرمز بأن سيدنا عيسى عليه
السلام كان قد قام باختيار بعضاً من الصيادين ليصبحوا من بين تلاميذه. فقام هؤلاء
الصيادون باختيار السمكة لتصبح كلمة سر خاصة بهم. ولذلك فكان لرمز السمكة طابع خاص
وفريد في الفن القبطي وكان يعتبر أكثر الرموز انتشاراً في ذلك الوقت.
رمز الطاووس: كان الأقباط يعتقدون أن الطاووس يقوم
بطرد الأرواح الشريرة من المنزل. ولذلك فإن الملوك والأثرياء جميعاً كانوا يمتلكون
طاووساً في منازلهم حتى يساعدهم على طرد تلك الأرواح الشريرة. كذلك فبسبب تميز
الطاووس بمظهره الجميل نظراً لكثرة ألوانه المبهجة. فإنه كان يقدم كهدية للملك
سليمان مع الذهب والفضة. وبالتالي فإن رمز الطاووس كان له شعبية خاصة بالنسبة
للأقباط والفن القبطي.
تأثر الفن الإسلامي
بالفن القبطي:
يعتبر الفن الإسلامي خصوصا الإسلامي
المصري فن متأثر بالمصرية القبطية نتيجة لاختلاط العرب بالمصريين القبط كجامع ابن
طولون الذي بناه مهندس من القبط وكلاهما تأثر بالفن الفرعوني القديم.
الفرق بين الفن القبطي والفن المصري:
يعتبر الفن القبطي هو الفن الأوحد الذي
يهتم خصيصاً بجميع الأشكال الفنية في الكنائس والأديرة وكذلك تفاصيل الحياة
القبطية هنا في مصر. ورغم الاختلافات الكبيرة بين الفن المصري القديم والفن القبطي
إلا أن الفن القبطي يعتبر بشكل مباشر امتداداً للفن المصري القديم. كانت أغلب
الفنون قديماً فنوناً أرستقراطية تتجه فقط لتمجيد الطبقة الحاكمة والآلهة، لذلك
فإن الفن القبطي كان قد أتى بمثابة معجزة وهدية بالنسبة للشعب المصري. فكان هو
وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن أنفسهم وكذلك لمحاولة الخلاص من مظاهر الوثنية التي
كانت طاغية على أغلب الفنون الأخرى .
ما هي الأيقونات :
الأيقونة هي كلمة ذو أصل قبطي أو
يوناني وهي عبارة عن رسم دقيق لشخص ما مع محاولة إظهار شخصية المرسوم كهيبته، أو شجاعته،
أو قداسته، أو بساطته، وتعتني الى حد كبير بالموضوعات والصور الدينية ومن بين تلك
الصور الدينية صور سيدنا عيسى والسيدة مريم عليهما السلام، والرسل، والشهداء،
والقديسين.
وسائل رسم الأيقونات :
- الرسم بالألوان.
- الرسم بالنقش البارز.
- الرسم بالخشب .
- الرسم بالحجر.
- الرسم على القماش.
- الرسم بالعاج والعظم .
- الرسم بالفخار والجرانيت والمعادن.