الفن الهلنستي:
هذا الفن بدأ بوفاة الإسكندر الأكبر في
سنة 323 قبل الميلاد فتميزت هذه الفترة بازدهار كبير وبذخ في معظم أنحاء العالم
اليوناني خاصة الأثرياء منهم وأشتهر بالعديد من الأعمالُ في مجال النّحتِ والرسم
والعِمارة وأصبحَ الملوكُ هم الرّعاةَ الرّسميين للفن وانتهت مع غزو الرومان
لليونان أو ما يُسمّى باليونان الرومانية فكان الفن الهلنستي تابعًا للعصر الفنّي
في اليونان القديمة، واعتُبرَ الفن اليوناني الرومانيّ فيما بعد بمثابة استمرارٍ
للاتجاهات الفنية الهلنستية.
سبب التسمية:
يرجع تسمية مصطلح (الهيلينستية) بأنه الإعجاب بأفكار وأسلوب الحضارة
اليونانية الكلاسيكية، ثم تقليدها وتطويرها لينتج لنا الفن الهيلينستي.
تاريخ الفن الهلنستي:
كانت الثقافة اليونانية تذخر بالكثير
من مظاهر الحضارة في ذلك الحين. وقد بدأت بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م،
واستمرت حوالي 200 سنة في اليونان وحوالي 300 سنة في الشرق الأوسط. ويستخدم اصطلاح
هيلينستية لتمييز هذه الفترة عن الفترة الهلينية وهي فترة الإغريقيين القدماء التي
اعتبرت أوج عبقرية وعظمة الفكر والعلوم والفلسفة الإغريقية في ظل الامبراطورية
الأثينية.
وخلال هذه الفترة، أصبحت الثقافة
الإغريقية في أوج انتشارها في أوروبا وآسيا.
وقد تميّزت الفترة الهيلينستية بأمواج
المستوطنين الخارجين من اليونان لاستعمار المدن والممالك اليونانية في آسيا
وأفريقيا.
كيفية البناء في الفن الهلنستي:
كانت أغلب المنازل في أولينثوس
مُربّعةَ الشكلِ، ومُريحةً وعَمليّة. وبما أنَّ العيش ضمن حياةٍ حضرية يتطلّبُ
الحفاظ على مكانٍ متينٍ للسكن، استُخدِم العديد من المواد الشبيهة بالطُوب
بالإضافة إلى استخدام الأحجار والخشب والطُوب الطيني ومواد أخرى بشكلٍ شائعٍ لبناء
هذه المنازل.
يُعدُّ وجودُ الفناءِ في المنزل عنصرًا
آخرَ ذو شعبيةٍ كبيرةٍ خلال الفترة الهلنستية. كان الفناء بمثابةِ مصدرٍ للإضاءة
في المنزل إذ كانت المنازلُ اليونانيّةُ تُغلقُ من الخارجِ للحفاظ على خصوصيتها.
عُثرَ على النوافذ في بعض المنازل، لكنها عادة ما تكون صغيرةً ومرتفعةً عن الأرض.
وكانت الأرضيّات في معظم الأحيانِ
مرصوفةً بالحصى، ولكن اكتُشف البعض منها مرصوفًا بالفسيفساء. إذ كانت الفسيفساء
وسيلةً رائعةً بالنسبةِ للعائلة للتعبيرعن اهتماماتهم ومعتقداتهم وطريقةً لإضافة
الديكور إلى المنزل وجعله أكثر جاذبية من الناحية البصرية.
أشهر مدن الهلنسيتية القديمة :
مدينة سبارتا:
كانت
سبارتا المُنافس الرئيسي لمدينة أثينا في اليونان القديمة والتي كانت العمود
الفقري لازدهار الحضارة فيها، وموقع سبارتا الأثري اليوم أكثر شهرة من العديد من
مدن اليونان القديمة، ويوجد فيها منزل مينيلوس الأسطوري، وآثار مينيليون، وأطلال
الأكروبوليس ومسرح المدينة.
مدينة دلفي:
دلفي واحدة من أكثر الأماكن القديمة ، التي عُرفت
بأنها مكان العبادة الرئيسي لأبولو إله الشمس اليوناني، وكان المكان يمتلئ بسكان
اليونان القدماء للتبرك بروح أبولو وطلب الإرشاد منه وهناك العديد من الأثار أهمها
معبد أبولو، والخزائن، والمسرح، والهياكل الرياضية.
مدينة كورنثوس:
هي واحدة من المناطق الرئيسية في اليونان المزدهرة
تجاريًا بسبب موقعها التكتيكي والإستراتيجي في العالم القديم، وتحت حُكم الرومان
واصلت المدينة ازدهارها، وهو ما يفسر سبب آثارها المميزة والرائعة القائمة إلى
الآن كمعبد أفروديت، ومعبد أبولو، والمنتدى الروماني، والنبع المقدس مع ممر سري
يؤدي إلى ضريح صغير.
مدينة كنوسوس:
تحتوي هذه المدينة على أنقاض قصر جميل وواسع يعبرعن
المتاهة الأسطورية في أسطورة ثيسوس ومينوتوروكذلك يوجد في الموقع رسومات جدارية
ومجموعة من الأعمال الفنية المعقدة، التي تشهد زوار هذه المدينة التي يعود تاريخها
إلى ألف عام عند رؤية الغرف الملكية والأرصفة ومصارف الري المتطورة في هذه الجزيرة
الإغريقية.
مدينة فيرجينا (أيجاي):
وهي أول عاصمة لمملكة مقدونيا، ويضم موقع فيرجينا
أكثر من 300 مقبرة مزينة ببذخ.
العلوم في الفن الهلنسيتية:
جاءت العلوم قبل
القرن السابع عشر الميلادي بالغالب في فترة الحضارة الهلنسيتية، والعلوم التي حظيت
باهتمام كبير في العصر الهلنستي هي علوم الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، والطب
والفيزياء، وعلوم البيولوجية .
سمات الفن الهلنستي:
- أهتموا بتحول الموضوعات الدينية إلى تعبيرات إنسانية ومواضيع
بطولية أسطورية أكثر درامية.
- تطورت مثالية الفن الكلاسيكي خلال هذه الفترة حتى أصبحت على درجة
عالية من الأشكال الحقيقية.
- الخطوط الظاهرة والكبيرة.
-التباين العالي للظل والضوء.
خصائص الفن الهلنستي:
- الفن الهلنستي متنوع بشكل غني بالموضوع والأسلوب.
- قام الفنانون الهلنستيون بنسخ الأساليب السابقة التي من خلالها تم خلق
ابتكارات رائعة جديدة.
- خرجت التماثيل الهلنستية عن الصندوق المعروف وشملت أي شيء يمكن
رؤيته من كل زاوية، فقد عكس التنوع المواضيع مجموعة متنوعة من الأفراد.
مؤثرات الفن الهلنستي :
- الملوك هم الرعاة البارزين في هذا الفن فقد كلفوا بالأعمال العامة
للهندسة المعمارية والنحت.
- تعد التنوع من أهم مميزات هذا الفن .
- يوجد العديد من التقنيات ومنها تقنية (الأقمشة الرطبة) التي وجدت
في تمثال The
Veiled Virgin
مما أظهرت جمال التقنية وبراعة الفنان وأهم
ما يميز هذه التقنية :
- إبراز الحركة المقترحة للشخصية .
- التأكيد على ملامح تشريحها النابض بالحياة .
- إظهار مهاراتهم في هذا الفن من خلال عدة وسائط .