JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

الفــــــن الـتشــــخيـــصي

 

 الفن التشخيصي :

هو فن يعتمد على تمثيل الأشخاص والأشياء في صور واقعية وخاصة تمثيل الفن البشري وتشكيل الشخصيات والبشرية والحيوانية فكلّ فن يسعى إلى تفسير الواقع الموضوعي وتمثيله هو فن تشخيصي منذ نشأة الفن، سواء أكان تصويراً أم نحتاً، فكان هدف الفنان تشخيص الكائنات الحية في عمله الفني مما جعل هذا الفن متناقض مع الفن التجريدي الذي يتمثل غالباّ في الفن الغير تمثيلي والغير موضوعي الذي لايشتق من الأشياء أوالاشكال .

فكانت بداياته خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر والقرن العشرين الذي اعتمد على فهم ضمنى للاشكال المجردة وكان أول عمل للفنان جورجونية .

ومن العناصر المهمة التي يعتمد عليها الفن التصويري هي الخط والشكل واللون والضوء والظلام والكتلة والحجم والملمس والمنظور التي يمكن أن تستخدم في الفن الغير التمثيلي والغير الموضوعي أيضاّ ولكن عادة مايتم التركيزعليها في السرد المصور .

تاريخ الفن التشخيصي:
وفي بداية التاريخ، كانت الموضوعات التي ترسم أو تنقش أو تنحت تعبر عن الحياة اليومية، والأحداث السياسية والاجتماعية سواء كان في الفن المصري أو الهندي أو المكسيكي وغيرها .
العصر الكلاسيكي: وصل تشخيص الصور الإنسانية إلى كماله، فقد قدمت المنحوتات الإغريقية مقاييس معينة وانتقلت هذه المقاييس إلى الفن الروماني.
عصر النهضة الإيطالية: أعتمد فنانون هذا العصر على القواعد الكلاسيكية الإغريقية الرومانية والتقيد بشكل دقيق في وصف الأنسان وتفاصيله التشريحية في الفن بجميع جوانبه وأشتهر فيها فنانون كثير وخاصة فنانون البندقية .

أوروبا: انتشر هذا الفن التشخيصي في جميع أنحاء أوروبا، وكان يعتمد على التحوير وارتباطه العميق بالواقع، فلم تعد الموضوعات تقتصر على الجسم الإنساني، بل امتدّت إلى مشاهد الطبيعة، وانتقلت الى موضوعات اجتماعية تتوخى في النقل والتمثيل البراعة والجمال والتزيين، بأسلوب أكثر جرأة في التحوير، وفي القرن العشرين ظهرت تيارات لا تعتمد على التشخيص، أطلق عليها اسم الفن غير التشخيصي أو الفن التجريدي.

الفن الحديث : تمسك أكثر الفنانين بالتشخيص، ولكن بطريقة تحوير الواقع والشكل الإنساني، كما فعل بيكاسو وفرنسيس بيكون وغيرهما، فقد قاموا بتحوير الشكل عن الواقع الأصلي الى حدود التشوية أو ملامح غير مقبولة كما دخلوا فنانين اّخرين في مرحلة التبسيط مثل ماتيس وبول كلي.
الفن المعاصر مر بمحاولات عديدة خرجت من التشخيص القائم على الواقع بذاته، واعتمدا على قواعد في التشريح والمنظور، وانتقل الى مفهوم التخيل والإسقاط، .

فن العصر الحجري القديم: ربط الفن التشخيصي مع الدين والثقافيين العالميين من المجتمعات البشرية المعاصرة، وأصبح سمة ضرورية للحداثة السلوكية .

الفن في جنوب أفريقيا: اكتُشف في عام 2002 في كهف بلومبوس في جنوب أفريقيا، أحجار مغرة منقوشة بأنماط وخطوط متقاطعة، يعود تاريخها إلى نحو 70000 عام مضى. فكان الإنسان العاقل قادرًا على التجريد وإنتاج الفن التجريدي أو الفن الرمزي في وقت مبكر .

 الأكاديميات الفنية: لقد كانت حريصة كلَّ الحرص على تطبيق القواعد التشخيصية التي فرضتها الأكاديمية، ولكنها منذ ستينات القرن الماضي، اتجهت الى الحرية في معالجة الموضوعات وحذت أكثر أكاديميات الفنون ومنها الأكاديميات العربية حذو هذا التحول، بل أصبح اتجاه الفن الحديث يعتمد على تجاوز التشخيص واختار أساليب بديلة عنه.

ومن أشهر فنانين الفن التشخيصي:

الفنان جورجوني:

اسمه المألوف جورجو، رسام إيطالي. ويعتبر مؤسس مدرسة البندقية والذي تكونت في القرن السادس عشر حيث قامت بدور هام وطوّرت من أساليب فن التصوير في إيطاليا. وهو واحدا من أكثر الشخصيات الغامضة في الفن الأوروبي لنظرا لما يقدمه من فن غير مألوف .

حيث رسم موضوعات اتسمت بالغموض، ولكن جورجوني استقل بأسلوبه الخاص في أواخر حياته فبدأ برسم الأشخاص وخلفية اللوحة منظر طبيعي.. فكانت أعظم اللوحات.. كلوحة (العاصفة) و(اللحن الريفي) و(فينوس النائمة).

خرج جورجوني عن نطاق الفن الديني والفن الرسمي التاريخي وجعل الموضوع وسيلة لمعالجة مشكلات اللون والنور والشكل والتعبيرعن نظراته الجمالية ومثلت أعماله القليلة علامة طريق في تجارب التصوير.

تحمل التصورات المعاصرة تحديث لكل التيارات الفنية لتفتح من خلالها منافذ جديدة على مفاهيم أبعد وتصوّرات أكثر نحو الإنسانية وعوالمه ومبادئها وهو ما دفع التشكيلي الدنماركي جان ايسمان الى الربط بين أسلوبه وبين التشخيص ودمجه بالخامات المعاصرة والفنون الرقمية تلك التي يعتبرها وسائط تجدّده وانتصاره لمرحلته التي مهّدت له سبل التحوّل الجمالي .

جان ايسمان :

ولد سنة 1960 قضى طفولته في إنجلترا حيث استقر ودرس وتخصّص في الفنون الجميلة وحمل الفكر الحداثي متشبّعا بالكلاسيكي ومن خلال التوافق بين المرحلتين حمل رؤاه ومفاهيمه نحو الفنون المعاصرة واستحداثاتها التعبيرية.

فقدّم إيسمان الفن التشخيصي المعاصر بمفاهيم غاص بها في التصوّرات النفسية حمّلها قيما جمالية تجاوز بها المقصد الكلاسيكي للتشخيص فقد توسّع في القيمة التعبيرية لها من خلال خلق ذلك التماس الإنساني في داخله خاصة وأن التشخيص في حد ذاته يعبّر عن الواقع .

لم يبتعد إيسمان عن التفاعلات التوضيحية في التصوير العام مما جعل هناك صراع بين المادة والروح وبين الجسد والتفاعل التعبيري من خلاله، فالصيغ التفاعلية لها اهتمام بالتكوين البنائي بين الحركة والثبات وبين الاستقرار والانطلاق من خلال الصيغ اللونية والهندسة البصرية للمساحات ومدى تعمقها في الفراغ بما يسمح في توسّع الفكرة وخلق التوازن بين الحسي والذهني والبصري فهي حركة مقصودة من الفنان لأنه يسعى إلى احتواء المعاناة التي تبدو على الشخوص وتختفي في دواخلهم ليفجّرها بصرخات ملونة يقتنص منها المشاعر لخلق كثافة التوليف بين الثنائيات الحسي الواقعي والبصري النفسي والفلسفي الفني.

دمج إيسمان الفتوغرافيا مع الواقع في معالجته المواقف الحسية تقنيا من خلال اللون والقيم الضوئية والرؤى التشكيلية التي يدعمها باختيار المفهوم حسب فلسفته الواضحة في التعبير الوجودي .

كما حاول إيسمان تحويل مشاعر واضحة إلى أفكار معقّدة يشكلها ويفسّرها بتوظيفاته التي يبني بها علاقته مع الفن والتطوير حتى يخلق تناسقا بحثيا لا يتصادم مع رؤى التشخيص الكلاسيكي، ولكن يتفرّد عنها بالتمادي مع مراحل تكوينه وتطوّره.

NameE-MailNachricht