JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

الفـنــــــــان الــــفـــرنســي مونيــــــــه

 

كلود مونيه رسّام فرنسي ولد في باريس ورائد المدرسة الانطباعية في الرسم كما أنه واحد من أهم الرسامين على مر التاريخ، لعب دورا مركزيا في تأسيس المدرسة الفنية الانطباعية (Impressionism) خلال القرن التاسع عشر والتي اشتق اسمها من لوحته "انطباع شروق الشمس" لسنة 1872.

نشأته:

ولد مونيه في الرابع عشر من نوفمبر سنة 1840 وكان الابن الثاني لكلود أدولف مونيه وفي العشرين من مايو عمد في الكنيسة المحلية كأوسكار كلود لكن والداه نادوه بأوسكار فقط. بالرغم من انه عمد كاثوليكياَ الا انه أصبح ملحداَ سنة 1845. اراد والده ان يلحقه بتجارة العائلة لكن مونيه اراد ان يصبح فناناَ. كانت والدته مغنيه وفي الأول من ابريل سنة 1851 التحق مونيه بمدرسة لو هافر الثانوية للفنون. عرفه السكان المحليين برسمه الكاريكاتوري بالفحم والذي كان يبيعه بمبلغ عشره إلى عشرين فرنك.  كما أخذ مونيه دروس عند الكثير من الفنانين في تقنيات الرسم المختلفة .

حياته:

في عام 1860 التحق بالجيش وأرسل إلى الجزائر، وهنا وصف وقع الألوان الشديدة والألوان المتوهجة في هذه البلاد الشرقية على نفسه. ولكن اصابته بحمى التيفود عجلت بتسريحه من الجيش، فغادر الجزائر راجعا إلى باريس ليواصل تعلمه للفن، وهناك توطدت علاقته مع بعض الفنانين الشباب أمثال رينوار. وعندما نشبت الحرب الفرنسية الروسية سافر مونيه إلى إنجلترا هاربا من هذه الحرب، وهناك عكف على رسم المناظر الطبيعية في حدائق لندن. وفي العام نفسه (1874) رفضت أعمال مونيه ورينوار وغيرهم من الفنانين مما حدا بهم لإقامة معرض مستقل لهم سمى صالون المرفوضات وقد كان لهذا المعرض فضلا كبيرا في دخول الرسم والتصوير إلى مرحله جديده وهي مرحله الحداثة.

مونيه والانطباعية:

خلال الجزء الأخير من سنة 1873، نظم مونيه وأوجست رينوار وكامي بيسارو وألفرد سيسلي وجماعة المجهولين من الرسامين والنحاتين والنقاشين لعرض اعمالهم الفنية بشكل مستقل. في أول معرض لهم والذي أقيم في ابريل 1874، عرض مونيه العمل الذي اعطى المجموعة اسمها الخالد وهو انطباع، شروق الشمس رسمت سنة 1872، وكانت تمثل مشهد ميناء لو هافر. ومن عنوان اللوحة الناقد الأدبي لويس لوروا استخدم المصطلح "الانطباعية" في مقالته معرض الانطباعيون التي ظهرت في أشهر صحيفة في باريس في ذلك الوقت. كان مقصود به الانتقاص لكن الانطباعيون اتخذوه كاسم لهم.

 من أهم أعماله:

- نساء في حديقة .

- الفطور .

- مستنقع الضفادع .

- مجموعة من الصور عن "محطة سان لازار .

- مناظر طبيعية من أرجونتويْ وفيتويْ.

- انطباع شروق الشمس 1874.

                                                                                  

- المدام مُونيه تَرْتَدِي الكَيْمُونو لوحة زيتية تعود لعام 1876 بريشة كلود مونيه. تصور اللوحة امرأة أوروبية ترتدي كيمونو أحمر تقف أمام جدار مزين بمراوح يابانية.

- الزهور والفواكه.

- زنابق الماء الأبيض.

خلال مسيرته الزاخرة بالأعمال الفنية، رسم كلود مونيه آلاف اللوحات، كما بيعت بعض لوحاته بأسعار خيالية وصنّفت ضمن قائمة أغلى اللوحات الفنية بالعالم .

مرضه:

أكدت لوحات كلود مونيه حول زنابق الماء ما بين عامي 1918 و1922 على تدهور القدرات البصرية للرسام الفرنسي فمنذ العام 1915 تميزت الأعمال الفنية للأخير بطابع يميل للتجريدية واستخدام مكثف للونين الأحمر والأصفر واعتماد ضربات فرشاة أكبر من السابق على اللوحات.

خلال العام 1912، عانى كلود مونيه من ألم بعينيه وأصبح يتحسّس الإنارة المبهرة والقوية حيث شخّص الأطباء حينها إصابته بمرض إعتام عدسة العين وقد كان ذلك جليا من خلال أعماله الفنية والتي طغى عليها اللون الأحمر والأصفر والأرجواني بدل الألوان الاعتيادية كالأبيض والأخضر والأزرق.

وفي الخامسة والستين من عمره، أبدى كلود مونيه قلقه الشديد بسبب تراجع قدراته البصرية، حيث أعلن رائد الانطباعية عن فقدانه بشكل تدريجي القدرة على ملاحظة توهج وبريق الألوان.

وعدم القدرة على ملاحظة الألوان وإشعاعها الحقيقي، أعلن مونيه عن مشاهدته للون الأحمر والأصفر بشكل مستمر.

خلال العام 1913، زار كلود مونيه طبيب العيون الألماني ريتشارد ليبريتش الذي نصحه بإجراء جراحة الساد على عينه اليمنى ولكن الرسام الفرنسي رفض الأمر قطعيا.

وفي محاولة يائسة منه للتعرف على الألوان أثناء الرسم، اعتمد مونيه ترتيبا دقيقا للألوان على اللوح وعمد لكتابة أوصاف على أنابيب الألوان للتعرف عليها.

وعلى الرغم من كل ذلك، لم يكن الرسام الفرنسي راضيا عن رسوماته التي اتخذت طابعا داكنا مقارنة بالسابق، كما أثارت لوحته للجسر الياباني بحديقته جيفرني استياء الفرنسيين سنة 1922.

وعلى الرغم من علمه بالنتائج السلبية للعمليات الجراحية على الأعين التي خضع لها عدد من الفنانين من أمثال أونوريه دومييه وماري كاسات، وافق كلود مونيه سنة 1923 وهو في 83 من عمره على إجراء عملية الساد على كلتا عينيه قبل أن يحصل على نظارات خاصة بمرضى اعتام عدسة العين.

لم يكن كلود مونيه راضيا عن نتائج العملية الجراحية التي خضع لها حيث أخبر طبيبه سنة 1924 عن مشاهدته للأزرق أينما ذهب وعن فقدانه القدرة على مشاهدة اللونين الأحمر والأصفر كما أكد لأصدقائه أنه أفسد لوحات عديدة وأهدر وقتا كبيرا بسبب ذلك.

وتزامن فقدان كلود مونيه لجانب من قدراته البصرية مع فترة اكتئاب استمرت لسنوات، حيث حزن الرسام الفرنسي كثيرا عقب فقدانه لزوجته سنة 1911 وابنه البكر بعدها بثلاث سنوات.

وحسب عدد من التقارير الطبية المعاصرة، أصبح الفنان الفرنسي قادرا على رؤية ألوان فوق البنفسجية عقب إجرائه عملية الساد وهو ما يفسر اختياره للألوان بلوحاته حينها.

وفاته:

توفي مونيه في الخامس من ديسمبر سنة 1926 إثر اصابته بسرطان الرئة وعمره 86. دفن في مقبرة كنيسة جيفرني. أصر مونيه على ان تكون مراسم دفنه بسيطة ولهذا حضر جنازته خمسون شخصاً فقط.

الاسمبريد إلكترونيرسالة