JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
ريشة فنان

ليوناردو دا فـيـنتشي

 فنان ومخترع إيطالي عاش في عصر النهضة، وأشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته  فكان رسامًا ونحاتاً وأديباً ومعمارياً وموسيقياً ومهندساً حربياً وعالماً، وكذلك له اهتمامات في الفلك والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والنبات والخرائط  فقيل عنه أنه أبُ الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ.

نشأته وحياته:

ولم يكن لليوناردو اسم عائلة بالمعنى الحديث للكلمة، إذ تعني كلمة "دا فينتشي" أنه من بلدة فينتشي؛ فكان اسمه الكامل عند الولادة ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي ( والذي يعني "ليوناردو ابن السيد بييرو من بلدة فينتشي وكان لليوناردو اثنا عشر أخٍ غير شقيق يصغرونه بسنوات عديدة، ووُلِدَ أصغرهم وهو في الأربعين من العمر، ممَّا أضعفَ علاقته معهم. 

ليوناردو هو ابن كاتب عدل اسمه بييرو دا فينتشي وفتاة قروية فلاحة تُدعى كاترينا، وولدَ في بلدة فينتشي في منطقة فلورنسا، وتلقَّى ليوناردو تعليمه في مرسم الفنَّانٍ الإيطالي بفلورنسا أندريا دل فروكيو، وأمضى مطلع حياته المهنية في خدمة الدوق لودوفيكو سفورزا في ميلانو، كما عمل لاحقًا في روما وبولونيا والبندقية.

لم يَنَلْ دا فينتشي تعليماً أكاديمياً خلال حياته ،على أنَّ الكثير من المؤرِّخين والباحثين يرونَ فيه مَثَلاً أعلى لنبوغه بشتّى المجالات ولحمله روح "رجل عصر النهضة" ولفضوله النَّهِمِ ولخياله المُتيَّم بالابتكار، فيشادُ به على أنَّه من أكثر من تعدَّدت مواهبهم في تاريخ البشرية ، ويرى الباحثون أن نظرة دا فينتشي إلى العالم كانت مبنيَّة على أساس المنطق الرَّاسخ.

لوحاته:

نالَ ليوناردو دا فينتشي جُلَّ شهرته من الرَّسْم، فأشهرُ لوحاته هي الموناليزا، وهي أشهر لوحة لشَخْصٍ رُسِمَت قط وأما العشاء الأخير فهي أكثرُ جداريةٍ دينية أُعيدَ رسمُها في التاريخ كافّة، وللوحة الرجل الفيتروفي قيمة أيقونية تعرفُ بها في شتّى الأنحاء.  ولما تركهُ دا فينتشي من لوحاتٍ ورسوماتٍ تخطيطية ومذكّرات وكتيّبات شخصية قيمة فنيَّةٌ هائلةٌ، وخصوصاً لما فيها من رسومٍ علمية ومسوّدات وأفكار عن كينونة الرَّسْم، ولما تركهُ فيمن بعده من الفنَّانين أثرٌ لا يعدلهُ فيه إلا مايكل أنجلو. 

                                                         
                       الرجل الفيتروفي،1485، معرض الأكاديمية في البندقية

اختراعاته:

تحظى اختراعات دا فينتشي العلمية باحتفاءٍ كبير، فقد وَضَعَ في فترة حياته مُخطَّطاتٍ لآلات حديثة كثيرة منها آلة طيران ومركبةٌ مُدرَّعة للقتال ولاقطٌ للطاقة الشمسية وآلة حاسبة وبدن مزدوج للسّفن، ولم يُبْنَ من هذه الاختراعات في زمنه إلا قسمٌ قليل بل إنَّ بناء معظمها لم يكُن ممكناً حينذاك، إذ كان المنهج العلمي في الهندسة وسَبْك المعادن ما يزالُ في مَهْدِه. على أن ثُلَّة من اختراعات دا فينتشي البسيطة ظهرت في المصانِعِ أثناء عصر النهضة وحقَّقت نجاحاً جمّاً، ومنها مغزلٌ مُؤَتْمَت وآلة تؤدّي اختبار الشد (للتحقّق من احتمال الأسلاك)، كما ينسبُ إليه اختراع المِهْبَطَة أو المِظلَّة والمروحية والدبابة، ولهُ اكتشافاتٌ كبيرة في علم التشريح والرياضيات والهندسة والجولوجيا والبصريَّات .

 تدريبه في ورشة فروكيو:

عرض الأب بييرو على صديقه فروكيو بعض رسومات ليوناردو الصغير لإقناعه بضم ليوناردو لورشته، لكنهم قرروا إدخال ليوناردو إلى ورشة فروكيو في وقت لاحق لصعوبة تعلم المهنة بسنّ العاشرة.

كان واضحاً للجميع اهتمام الشاب ليوناردو بفن الرسم وصناعة أشياءٍ خيالية، وفي عام 1468 أرسل السير بييرو ابنه إلى ورشة فروكيو فأصبح ليوناردو متدربًا وهو في سن السابعة عشرة، وبقي متدرباً لسبع سنوات وكانت ورشة فروكيو في تلك الفترة واحدة من أهم المشاغل في فلورنسا ومكاناً خصباً لصقل المواهب، وكان فروكيو نفسه رائداً في الرسم والنحت في فلورنسا، بل وترمز ورشة فروكيو لبعض من أسماء مشاهير رسامي عصر النهضة الإيطالية، فكانوا متدربين فيها أو أنُجزِت بها بعضُ أعمالهم، ومن أشهر هؤلاء الرسامين: بيترو بيروجينو ودومنيكو غرلاندايو وساندرو بوتيتشيلي ولورينزو دي كريدي. كما تعلم دا فينتشي في ورشة فروكيو مهارات ومفاهيم بتقنيات مختلفة وأساليب نظرية وعملية متعددة، من بينها رسم الآلات والكيمياء وعلم الفلزات وقوالب القصارة والحِرف الجلدية وعلم الآليات والمشغولات الخشبية، وتدرب كذلك على مهارات التصوير والرسم والنحت وتصميم النماذج.

تأهل ليوناردو وهو في سن العشرين (في عام 1472) ليصبح عضواً بمرتبة محترف في نقابة القديس لوقا، وهي نقابةٌ للفنانين والأطباء حينذاك،ولم تنقطع صلة ليوناردو بمعلمه فروكيو وإنَّما بقي يعيش معه ويعملُ معه حتى بعد أن فتح والده ورشة عملٍ له.

حياته المهنية: 

وتُعد لوحة منظر طبيعي لتوسكانا أقدم أعمال ليوناردو المعروفة تاريخاً، ويقالُ أنها أول رسمٍ "نقي" لمنظر طبيعي في الفن الغربي، وهي رسم أولي بالقلم والحبر لوادي أرنو. ويقولُ أحد الباحثين أنَّ الشاب ليوناردو أول من اقترح جعل نهر أرنو قناة للملاحة بين فلورنسا وبيزا. 

صنع ليوناردو آلة وترية من الفضة وجمجمة حصان وقرون كبش جلبها لسفورزا وكتب له رسالة يصف فيها نجاحه ومهارته في مجالات متنوعة مثل الهندسة وتصميم الأسلحة، وذكر أيضاً أنه رسَّام. 

عمل ليوناردو في ميلانو بين عامي 1482 و1499 وكُلِّفَ برسم لوحة عذراء الصخور لـ"أخوية الحبل بلا دنس" ولوحة العشاء الأخير لدير سانتا ماريا ديلي غراسي. وفي ربيع عام 1485، سافر ليوناردو إلى مملكة المجر نيابة عن سفورزا لمقابلة الملك ماتياس كورفينوس، فكلَّفهُ الملك برسم مادونا، وهي لوحة لمريم العذراء وانخرط ليوناردو في مشاريع عديدة مع الملك سفورزا، من ضمنها تجهيز الطوافات والمواكب للمناسبات الخاصة وإعداد رسم ونموذج خشبي لمسابقة تصميم قبة كاتدرائية ميلانو، ولو أنَّهُ انسحب منها فيما بعد،وكذلك تصميم نموذج لتمثال فروسية ضخم لفرانشيسكو سفورزا الأول وهو سلف الملك لودوفيكو سفورزا وكان من المُخطَّط أن يفوق حجم هذا التمثال أحجام التمثالين الكبيرين للفروسية لعصر النهضة، وهما تمثال كاتاميلاتا لدوناتيلو في مدينة بادوفا وتمثال بارتولوميو كوليوني لفوروكيو في البندقية، وأكمل ليوناردو نموذجًا للحصان ووضع خططًا تفصيلية لصبه، ولكن الملك لودوفيكو قرَّر في نوفمبر 1494 إعطاء البرونز المُخصَّص للتمثال لصُنْع مدافع للدفاع عن المدينة من شارل الثامن ملك فرنسا،وعُرف هذا التصميم باسم "الحصان العظيم" أو "حصان ليوناردو.  



فرَّ ليوناردو من ميلانو برفقة مساعده سالاي وصديقه عالم الرياضيات لوكا باتشولي واتجهوا إلى البندقية بعد سقوط ميلانو في أيدي الفرنسيين بمطلع الحرب الإيطالية الثانية. وعمل ليوناردو مهندساً ومصمماً عسكرياً في البندقيّة، وابتكر أساليباً دفاعية ضد الهجمات البحرية، وعاد ليوناردو في عام 1500 إلى فلورنسا وحلَّ مع أسرته ضيفًا على رهبان دير سانتيسيما أنونزياتا، ومنحه هؤلاء الرهبان ورشة يعملُ فيها، ويقول فازاري أن ليوناردو رسم في هذه الفترة لوحة العذراء والطفل مع القديسة آن والقديس يوحنا المعمدان، وهي لوحة من عدة صفحات ملتصقة فوق بعضها مثل رسومٍ متحركة، وحظيت هذه اللوحة بإعجاب هائلٍ وتوافد "الرجال والنساء والصغار والكبار" لرؤيتها "كما لو كانوا بمهرجانٍ عظيم.
  وتمرس في علم النبات في حدائق الفاتيكان، وكُلِّف بتنفيذ مقترح البابا لتجفيف سبخات بونتين. هذا بالإضافة إلى تشريح الجثث الذي أسفر عن ملاحظات لأطروحة عن الأحبال الصوتية .
كما رسم أول لوحة بمعزل عن معلمه فيروكيو وهي السيدة بينويس وتعرف أيضا باسم السيدة وطفل مع الزهور.
 

                                                               لوحة السيدة بينويس

أعماله الفنية:


 
لوحة البشارة في معرض أوفيزي في فلورنسا، وتعد أول عمل فني كامل لليوناردو ق.  1475-1480


الموناليزا أو الجيوكندا ق. 1503–1505/07 في متحف اللوفر في باريس فرنسا

 مخطوطات وعلوم واختراعات ليوناردو دا فينتشي:

لم تعهد النهضة الإنسانية وجود أبعادٍ مشتركة بين العلوم والفنون، إلا أن الابتكار والإبداع في دراسات ليوناردو في العلوم والهندسة يقاربان ما هو موجود في أعماله الفنية بشكل مثيرٍ في بعض الأحيان. سُجلت هذه الدراسات في 13,000 صفحة من الرسومات والتدوينات التي تجمع الفن بفلسفة الطبيعة بما يجعل ليوناردو رائد العلم الحديث. كتب ليوناردو هذه الدراسات وحافظ عليها خلال حياته فهو ملاحظ دائم لتفاصيل العالم من حوله.وقد تنوعت هذه الرسومات والملاحظات ، وتراوحت هذه الانشغالات بين المعتاد من قائمة مشتريات وقائمة المدينين الذين يدينون له بالمال وبين المثير للاهتمام كتصميمات الأجنحة وأحذية المشي على الماء. وقد شملت أوراقه لوحاتٍ ودراسات للأقمشة وتصميمات الأزياء ودراساتٍ للوجوه والمشاعر والحيوانات والأطفال الرضع ودراساتٍ في علم التشريح والنبات والتكوينات الصخرية والدوامات والآلات الحربية وآلات الطيران والهندسة ومنها ما يلى:

                                                                                                                      
 دراسة ليوناردو للجنين في الرحم 


مجسم متعدد السطوح كما رسمه ليوناردو في كتاب باتشولي النسبية الذهبية، الذي نشر عام 1509.


دراساته في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء:


(دراسة تشريحية للذارع)


 

رسم أولي لفسيولوجيا الدماغ البشري والجمجمة 


اختراعاته وتدويناته في الهندسة:



رسم تخطيطي لآلةٍ طائرة (حوالي عام  1488)، والتي قُدِمت لأول مرة في مجلد مخطوطات عن تحليق الطيور 




 
المسمار الجوي (حوالي عام  1489)، الذي يشبه النموذج الأولي لطائرة مروحية، من مخطوطة أتلانتيكس.


رسومات ليوناردو لعربة حربية ومركبة قتالية.

تمثال لليوناردو دا فينتشي:

 

تمثالٌ لليوناردو دا فينتشي معروضٌ على أبواب معرض أوفيزي الشهير في فلورنسا، وقد نحته لويغي بابمالوني.

 
متحف ليوناردو في مدينة فينتشي الإيطالية، وفيه مجموعةٌ من نماذج للآلات التي صمَّمها ليوناردو صُنِعَت بناءً على رسوماته ومُخطَّطاته.

أطلق متحف اللوفر في باريس احتفالاً لإحياء الذكرى الخمسمائة على وفاة ليوناردو بين شهر نوفمبر 2019 إلى فبراير 2020، فافتتح أكبرٍ معرضٍ تجتمعُ فيه أعمال ليوناردو في التاريخ كُلِّه وضمَّ فيه أكثر من 100 لوحةٍ ورسمٍ ودفتر يوميات. واجتمعت في المعرض 11 لوحةً أكملها ليوناردو في حياته، منها خمس لوحاتٍ يملكها اللوفر.
دفنه:
أن يد ليوناردو اليمنى أُصِيبَت بشللٍ وهو في السادسة والخمسين من عمره ولعل هذا سببٌ في تركه للكثير من أعماله غير مكتملة، كالموناليزا إلا أنه استمر بالعمل نوعاً ما حتى أصبح في نهاية المطاف مريضاً وطريح الفراش لعدة أشهر بسكتة دماغية .ثم مات عن عمر يناهز 67عاماً وقبر في كنيسة القديس هيربر بقلعة دامبوا في فرنسا .







NomE-mailMessage